حوار - عايض البقمي:
التواضع عملة رائجة في كل زمان ومكان تمنح المتحلي بها جواز سفر إلى عقول وقلوب ونفوس الآخرين، وعندما يمتزج التواضع والدراية المفعمة بالاتزان وبعيداً عن الأنانية والتعالي تكون أمام شخصية راقية.
دخيل بن مانع الرويس أحد ملاك الخيل من الكويت الشقيقة الذي حل في قلوبنا منذ وقت طويل اختط لدخوله عالم سباقات السرعة خطاً رائعاً امتزجت فيه الأصالة بروح التجديد في عالم سلالة الخيل إنتاجاً وتركيضاً وتطلعاً للمستقبل بكل ثقة وطموح أبو مشعل في حالة التحام دائم بالصدق والنقاء لكل من يعرفه.
باختصار نحتاج إلى أكثر من مرور للتعرف على ملامح تجربة في عالم سباقات «كروفر» كونها حافلة بالتفاصيل،
* تتواجد بالميدان السعودي أكثر من الميدان الكويتي مشاركة كمالك ومدرب ومنتج.. ما هي الأسباب والعوامل؟
- بداية أشكرك أبو سعد على هذا الحوار ولا يسعني إلا أن أشيد بالجهود المبذولة من قبلكم في خدمة الوسط الفروسي سواء إعلامياً من خلال صفحات الميدان بالرائدة جريدة الجزيرة أو من خلال مهرجان دورة كأس عز الخيل برعاية مؤسسها الأمير سلطان بن محمد، أما فيما يخص سؤالك فإنها تعود لحبي الشديد لهذه الرياضة، ولوجود المجال المفتوح والخصب لهذه الرياضة في بلدي الثاني (السعودية) أضف إلى ذلك أن الكويت والسعودية عينان في رأس واحد.
* كيف ترى سباقات الفروسية بالكويت وعدم محاذاتها التطويركبقية سباقات المنطقة؟
- سباقات الفروسية بالكويت يكفي أنها موجودة ولم تندثر وهي في حالة يرثى لها للأسف وسبب عدم محاذاتها للتطور كبقية دول الخليج يعود لعدم اهتمام الدولة بالرياضة بشكل عام وعدم وجود الدعم المادي لهذه الرياضة من جميع الجوانب وهذا الشيء لا يخفى على مستوى الدولة والشارع الفروسي الكويتي.
* أبو مشعل من يتزعم سباقات السرعة بالمنطقة وأين تضع فروسية الكويت والسعودية معها؟
- الزعامة والريادة لسباقات السرعة بالمنطقة تطال دولة الإمارات من خلال الاهتمام الكبير برياضة الفروسية ولعل إقامة مهرجان كأس دبي العالمي يؤكد ذلك وهو الأمر الذي أعطى دبي زخماً إعلامياً ليس على مستوى المنطقة بل تعداها للمستوى العالمي، وأصبح هذا المهرجان مونديال الخيل على المستوى العالمي تنظيماً وجوائز كبرى. وتأتي المملكة العربية السعودية بعد ذلك من حيث الاهتمام بهذه الرياضة وتفوق المملكة الإمارات من ناحية اهتمامها بصناعة الإنتاج والاهتمام بمحبي الفروسية والدليل على ذلك تبرع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لنادي الفروسية بـ25 مليون ريال سنوياً وهو الأمر الذي قد يدفع بهذه الرياضة لمواصلة تطورها بشكل أكبر وأميز.
وهناك تحرك إيجابي لدى قطر للحاق بالركب وأرى أنها تسير في الاتجاه الصحيح، أما البحرين لديها اهتمام بهذه الرياضة وإن كان على استحياء وعمان كذلك.. أما الكويت فلا تعليق.
* على الجانب الشخصي ما هي أبرز النتائج التي حققتها في سباقات السرعة بالمملكة أو بالكويت؟
- أنا سعيد بتواجدي بين إخواني الملاك السعوديين وتربطني بهم علاقات جيدة جداً يسودها الاحترام والتنافس الشريف المتبادل بما فيها تبادل الخبرات في كافة الأمور.
أما من ناحية الإنجازات بالمضمار السعودي وفي هذا الموسم تم تحقيق كأس إمارة الرياض وكأس آسيا وإفريقيا وأستراليا عبر الجواد «كنق أوف ذا دانس» وهو جواد أتشارك في ملكيته مع إخواني أبناء علي بن بدن السبيعي مع المدرب بدن وانتقلت ملكيته إلى أسطبل الموسى.
أما في الكويت فهناك العديد من الانتصارات منها كأس ولي العهد وكأس رئيس مجلس الوزراء والعديد من السيارات وكان آخر الانتصارات جائزة الموروث الشعبي في الكويت مؤخراً.
* تحولك للإنتاج بالسعودية ما هي أهدافه؟ وبرأيك ماذا ينقص صناعة الإنتاج السعودي للوصول للعالمية.
- حبي للخيل أولاً رغم كل ما أصرفه عليها وهذا حالي هو حال أغلب الملاك في عالم هذه الرياضة الأصيلة والإنتاج هدف أسعى لتحقيقه، وقد باشرت ذلك المجال ولله الحمد وسعيت لجلب نوعية (رمك) راقية من مزادات لندن كذلك جلبت (فحلا) من إنجلترا اسمه (شارلي كول) ويعود في سلالته للفحل الشهير (ريمبو كويست) درجته عالية ولديه سجل رائع وستكون أولى دفعات أبنائه في عالم الركض مع موسم الطائف المقبل إن شاء الله وما ينقص صناعة الإنتاج للوصول للعالمية هو النوعية الجيدة من ناحية الرمك والأفحل. أضف إلى ذلك أن يتحول المزاد السنوي السعودي ليكون عالمياً بمعنى عدم اقتصاره على الملاك المحليين. وهذا لا يتحقق إلا بالرعاية الخارجية من المختصين بذلك والدعاية الكافية له عالمياً لجلب ملاك من خارج المملكة.
* كيف تنظر لأنظمة سباقات السعودية وكذلك جوائزها؟
- أنظمة السباقات في المملكة حالياً تؤدي المطلوب حسب وضعها الحالي، ولكن متى أردنا التطوير في نظام السباقات وتحقيق التنافس الصحيح للوصول لمصاف الدول المتقدمة في هذا المجال فلا بد من تطبيق الأنظمة العالمية وهو إيجاد سباقات (الهاندي كاب) التي تعتمد في تصنيف السباقات على درجة الجواد بحيث يكون هناك سباق لكل درجة مثلاً من درجة 60 إلى 80 يكون سباقا متصلا، ومن ثم يثقل الجواد الفائز إلى الدرجة الأعلى، ومثل هذه الآلية ونوعية سباقاتها تخلق الفرص الجيدة للملاك بالفوز وتحسين مستوى خيلهم، ويكون هناك تطبيق لمبدأ (التكافؤ بين الجياد) كذلك سوف يشجع الملاك لجلب نوعية جياد ممتازة وحسب علمي أن هناك دراسة من قبل نادي الفروسية لاحتساب الدرجات للجياد ونتمنى أن نرى ذلك في القريب العاجل.
* باستثناء الجواد العالمي «وطني» كيف تقيم الجياد المستوردة بالميدان السعودي؟
- الحصان «وطني» بسم الله تبارك الله راق جداً وليس في مستوى الجياد المتواجدة في هذا الموسم وأنا متفائل بتحقيقه إنجازا في كأس دبي المقبل بمشيئة الله.
أما مستويات المستورد بالميدان السعودي يسعى الكثير من الملاك لجلب نوعية فاخرة من المزادات العالمية وهناك عدة اجتهادات في هذا المجال نأمل أن تصل للغاية المطلوبة.
* وكيف شاهدت سباقات «وطني» لهذا الموسم ولاسيما بعد تحقيقه ثنائية كأس الملك وولي العهد؟
- جواد عالمي راق والدليل تحقيقه لأهم سباقين في الميدان السعودي.
* وهل تتوقع أن يذهب بعيداً في كأس العالم المقبل بعد شهر، وبالتالي كسر نحس الوصافة التي ظلت ملازمة للملاك السعوديين؟
- كل المؤشرات تشير إلى أن كأس دبي العالمي ستكون صعبة بعد عودة أرضية المضمار من التايتا وهجوم متوقع للخيول الأمريكية وتوقعاتي أن يفعلها «وطني» بحول الله وقوته.
* كيف ترى الحراك الفاعل للمنتجين السعوديين من خلال جلبهم العديد من الأفحل الخارجية؟ وما هو أبرزهم برأيك؟
- خطوة رائعة ستساهم في تطوير الإنتاج السعودي مستقبلاً، وكذلك تعدد الخيارات لدى المنتج في إيجاد تركيبة الدم الصحيحة الأمر الذي سينعكس على الصناعة وهنا أراهن على أبناء بن الفحل (دينافورمر) فحل شواهد وكذلك ابن «ستورم كات» لدى المالك مساعد المبارك.
* ما هي أبرز صفقات الموسم الحالي إنتاج ومستورد؟
- هناك العديد من الصفقات التي تمت في هذا الموسم أبرزها صفقة الجواد «فلاي سولو» للأسطبل الأحمر. أما بخصوص الإنتاج فيتربع أسطبل الموسى على أغلب صفقات الإنتاج والذي ساهم في تحريك سوق الخيل ودعم المنتجين.
* وما هي أفضل سباقات الموسم الحالي برؤيتك؟
- بلا شك الأفضلية أعطيها لسباق كأس الملك بشقيه إنتاج ومستورد رغم الظروف التي صاحبت سباق المستورد مع تمنياتي بالشفاء للمصابين من الخيالة والعوض من الله عز وجل فيما أصاب خيل بعض الملاك ونفوقها؟
* جواد محلي ترشحه للاحتراف الخارجي؟
- هناك العديد من الجياد المحلية التي ظهرت بمستوى مشرف سواء من جياد الأسطبل الأبيض الأبرز أو بقية الأسطبلات ومسألة التمثيل الخارجي تحتاج إلى شجاعة وثقة في المنتج.
* مدرب سعودي يحمل مواصفات المدرب المحترف بصبغة عالمية هل تحدده وهل هو موجود؟
- نعم هناك العديد من المدربين السعوديين في مستوى المدرب العالمي والدليل إنجازاتهم رغم قلة المهنية في هذا المجال وأعني بذلك الجانب الأكاديمي والاعتماد فقط على الممارسة والخبرة.
* ما هو جديدك في الإنتاج وتراهن عليه كثيراً؟
- لدي ابن الفحل «كابا» على الفرس «فتاة عفيف» أخ من الأم للجواد المعروف «أوجب» كذلك لدي مهرة على الفحل «برونوبوي» على الفرس «ابتكار» والله يطرح البركة وهذه المهرة أراهن عليها كثيراًَ.
* ماذا ينقص الخيال السعودي؟
- مستواهم جيد ما ينقصهم المشاركة الخارجية واكتساب الخبرات وإعطائهم الثقة على المستوى المحلي.
* كيف ترى خطوة دورة عز الخيل في النسخة المقبلة واستحداثها لشوط الأفراس المصنف؟
- خطوة موفقة هدفها المثالي رفع مستوى المشاركة وجلب مستويات راقية من الأفراس لإضفاء المتعة والجمال لهذا السباق وتعتبر خطوة احترافية جداً.
* كأس المؤسس الأسبوع المقبل في قبضة من أبو مشعل؟
- في قبضة أصحاب القمصان البيضاء.
* وهل هناك من تتوقعه منافساً للكتيبة البيضاء؟
- من وجهة نظري الشخصية لا يوجد منافس لهم ما شاء الله تبارك الرحمن.
* لمن تقول بيض الله وجهك؟
- لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- لدعمه السخي للفروسية السعودية.
* ولمن تقول ما قصرت؟
- أقولها أولاً للأمير سلطان بن محمد لدعمه الكبير والمتواصل السخي لجميع ملاك الفروسية عبر دورة عز الخيل على مدى العقدين الماضيين وثانياً للأمير متعب بن عبدالله رئيس نادي الفروسية على دعمه ومساندته للملاك الخليجيين وبالأخص الملاك الكويتيين.
* أخيراً إلى من تعزو غياب الجياد الكويتية عن البطولات الكبرى خلال السنوات الماضية والموسم الحالي؟
- أعزوه لارتفاع مستوى المنافسة والاهتمام بجلب جياد على أعلى مستويات فئوية من قبل الملاك السعوديين.