دور المتحدث الرسمي The official spokesman لم يعد يقتصر على الوزارات والمؤسسات التابعة لها، بل تعدى إلى الأندية الرياضية والبنوك وشركات القطاع الخاص والجمعيات الخيرية. ويعتبر المتحدث الرسمي ذا أهمية في ظل تعدد وسائل الإعلام وتنوّعها لبناء نظام متكامل للاتصال ودقة المعلومات عبر تبني أفضل الممارسات لتطوير قنوات الاتصال وضمان أعلى معايير الشفافية في مجال الاتصال. اقتبس يقول هوارد هندريك (يمكن أن تبهر الناس وأنت بعيد عنهم، لكنك لن تستطيع أن تؤثّر فيهم إلا إذا اقتربت منهم). إنّ تجربة كثير من المتحدثين الرسميين في العديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية غير واضحة الملامح، وربما لقلة الخبرة والممارسة وهناك مهارات علية أن يكتسبها قبل تعينيه كمتحدث رسمي ومنها: التعامل بحرفية مع أجهزة الإعلام المختلفة، الرد على أسئلة الصحفيين المحرجة ومواجهة الناس والصحفيين برحابة صدر.
إن وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع وشبكات التواصل الاجتماعي تمثّل نبض ومقياس لرأي الناس في الوزارة وأدائها، لذا على المتحدث الرسمي أن يكون مكان المسؤولية ولسان حال الوزير. كذلك هناك سمات للمتحدثين الرسميين الناجحين؟ من تلك السمات التمتع بالصدق والنزاهة، التمتع بالمرونة، والدعابة والتصرف بعفوية، وحسن الإصغاء والقدرة على الإقناع. إضافة إلى توظيف المعلومات الموثوقة والمصداقية في البيانات والتصريحات والشفافية في تناول المواضيع وكما ذكرت فهو حال لسان الوزير أو الجهة التي يمثّلها. وعليه أن يُلم بالإعلام ونظرياته، ويمتلك رصيداً جيداً من الثقافة وأدبيات الممارسة، إلى جانب العلاقات الجيدة مع كافة وسائل الإعلام.
إن المتحدث الرسمي عليه أن ينقل الصورة كما يراها الوزير دون تلميع أو إضافات ربما تؤثّر على المصداقية والشفافية. وخلال قسم أداء الوزراء، كم هو جميل أن يقوم المتحدث الرسمي بتقديم إيجاز أسبوعي عن الجهة التي يمثّلها للصحافة ووسائل الإعلام بكافة أنواعها وأشكالها.
إن تعيين متحدث رسمي ليس أمراً سهلاً، وعلى الجهة المعنية أن تواجه التحدي وتختار الإنسان المناسب. وجاء قرار مجلس الوزراء بأن يكون لكل الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة والأجهزة الحكومية متحدث رسمي مهمته الرئيسية إحاطة وسائل الإعلام بما لدى جهته والجهات المرتبطة بها من أخبار وبيانات وإيضاحات. لكن للأسف هناك بعض المتحدثين يختفون حين الاتصال بهم لتوضيح أمر ما وهذا يتنافى مع الشفافية وحاجة المواطن للمعلومة.
أخيراً المواطن ليس بحاجة لنفي خبر أو تأكيد خبر أو معلومة المواطن بحاجة إلى مُتحدّث رسمي يكون حال لسان الوزير. ولسنا بحاجة إلى متحدث يعتذر نحن بحاجة إلى المصداقية قبل الاعتذار.