لقد آلمني كغيري من الشعب السعودي استشهاد عدد من رجال الأمن البواسل - رحمهم الله - ولقد ابتليت بلادنا كما ابتليت الكثير من دول العالم بظاهرة الإرهاب. ولا ريب أن ما تبذله الجهات الأمنية من أجل حفظ أمن هذا الوطن المبارك مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومثوى رسول الله صلى الله عليه سلم لهي جهود جبارة مباركة مشكورة.. وما حدث في مركز الحدود الشمالية عمل إجرامي وفعل محرم تستنكره الأديان السماوية وحرمته الشريعة الإسلامية، وهو ظلم وعدوان على النفس وتشويه لسمعة الإسلام. فلرجال أمننا التحية والتقدير والإكبار، الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن وأمنه، ويرابطون على أمن البلاد في مواقعهم كافة، وهم بلا شك من جملة المرابطين في سبيل الله، فهنيئاً لهم ما ورد من أحاديث كثيرة في فضل الرباط، ففي الحديث (عينان لا تمسهما النار، عين بكت في سبيل الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)، وفي حديث آخر (رباط يوم في سبيل الله أفضل من ألف يوم فيما سواه).
ونحمد الله أن مجتمعنا السعودي مجتمع تربى على القيم والمثل والوفاء لقادته وأمنه ووطنه، ولم نكن نعرف حدوث مثل هذه الأعمال الإرهابية من قبل. إن الإرهاب ظاهرة مقيتة ودخيلة على مجتمعنا الذي تميز بالأمن والاستقرار والمحبة والوفاء. فلنعمل جميعاً في حماية أمن هذه البلاد، وأن يقف المجتمع كله لاستئصال الفكر الضال، واجتثاث الفكر المنحرف، واستشعار مبادرات رجال الأمن الذين يسهرون ويرابطون من أجل حفظ هذا الوطن.
نسأل الله أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والإيمان والاستقرار والازدهار، ويسكن الشهداء فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وحفظ الله بلادنا وحماها وحفظ رجال الأمن البواسل الذين يسهرون على أمن الوطن ويزودون عن حياضه بأرواحهم. ووفق الله الجميع لم يحبه ويرضاه.