هذا الجبين لوجه الله قد سجدا
والقلب من حبه الدفاق قد وجدا
أمنت بالله ربا لا شريك له
له السيادة في الأكوان منفردا
لو كان في هذه الأفلاك قاطبة
له شريك لمال الكون أو فسدا
فرد عظيم وهذا الكون صنعته
لم يتخذ صحبة فيه ولا ولدا
بنى السماء بإحكام وشيدها
فوق الوجود ولم يجعل لها عمدا
والشمس نورها والبدر أشعله
للراحلين بأعماق الدجى رشدا
وفي النجوم دليل للذي جنحت
به مسالكه أن النجوم هدى
والأرض سخرها للناس تسكنها
وانزل الرزق فيها طيبا رغدا
مد البحار عليها فهي واسعة
والناس تركبها ما للبحار مدى
أرسى الجبال بها فالأرض راسية
ولا ترى فوقها أو تحتها أودا
وصور الناس من ماء ومن ترب
فأصبحت أمما نزهو بها عددا
جماله من جمال الكون نعرفه
وقدره من جلال الكائنات بدا
وبعد هذا يقول البعض في عجب
أين الإله فتعسا للذي جحدا
ما يصنع المرء في خصم يجادله
جهالة وجدال الجاهلين ردى
محمد يا رسول الله ما صنعت
بي المحبة حتى صرت متقدا
بيني وبينك حب لا يعادله
كل الوجود ولم اخبر به أحدا
هواك في الروح شوق لا حدود له
الجسم يبلى وشوق الروح ما بردا
ذكراك في العين نور لا يفارقني
والقلب باسمك من قبل الشفاه شدا
في كل ناحية في كل زاوية
في كل ثانية طيف لكم وصدى
روحي الفداء لنور جئت تحمله
للعالمين وكل العاشقين فدا
أتيت بالحق نورا لا يكذبه
إلا المكابر كرها فيك أو حسدا
لا يغبن الناس من ذاعت أمانته
وكان قرآنه في كفه سندا
أشهدت ربي على حب الحبيب ومن
اغلي من الله في حبي له شهدا
وان حبك من حب الإله به
نرجو الشفاعة في يوم الحساب غدا
والموت في حبكم كنز لصاحبه
وفي سواه يموت العاشقون سدى
إن مد في مدحك العشاق أيديهم
فان لي بين جمع المادحين يدا
إليك مني سلاما جئت اكتبه
بالشعر يغمره عطر وقطر ندى
عن ذكر كل عظيم الذكر قد زهدت
نفسي إذا ما رواه الناس أو وردا
لكن عن ذكرك الفواح ما زهدت
يوما ولا قلبي الملهوف قد زهدا
- د. جمال الحمد