ظل لسنوات يمارس أسلوب إخفاء الحقيقة عن زوجته، وأحياناً الكذب عليها، فرغم عنائها منه كانت تدرك أنه مليء بالكذب، لكنها لا تمتلك الدليل الذي تواجهه به.
فقد ظلت على هذه الحال سنوات طويلة، لكن كما يقولون في الأمثال والطرف من حولهم (حبل الكذب قصير).. ففي أحد الأيام قال لزوجته إن لديه مهمة لمدة أربعين يوماً في أحد المهرجانات خارج المنطقة، ولن يستطيع لبعد المكان أن يذهب ويعود كون الإقامة في الموقع إجبارية.
صمم الرجل على كذبته أمام زوجته، وتظاهر أنه كان مسافراً إلى إحدى الدول العربية، ومن سوء حظه أن لزوجته زميلة في العمل، زوجها يعمل في المطار؛ فطلبت منها، من خلال زوجها، البحث في كشوفات الرحلات الخارجية عن اسمه ضمن المسافرين في ذلك اليوم.
جاءت المفاجأة التي لم تكن تتوقعها حينما كان من بين المسافرين إلى إحدى تلك الدول العربية التي يرتادها هو وزملاؤه كثيراً، وفي كل وقت من العام.
فما كان منها إلا أن قررت أن تواجه زوجها بالدليل والبرهان القاطع؛ فطلبت من زميلتها (برنت)، يتضمن اسم الزوج الذي لم يكن يعرف أنه أمره قد كشف.
عاد وكأنه لم يفعل شيئاً متصوراً أن كذبه الدائم سوف يستمر، وأن زوجته ستظل على غفلتها وعلى نياتها طوال العمر. وعندما عاد حاول فتح الباب، لكنه لم يستطع؛ فالمفتاح الذي معه واعتاد على حمله لم يفتح.. طرق الباب، فردت عليه بعد أن رمت ملابسه، وقالت: «خليك في مهرجاناتك»!!
لم يستطع أن يتفوه بكلمة واحدة أو يعتذر إليها على ما فعله، فقد أدرك أن كذبه قد انكشف، إلا أنه ظل يحاول ويحاول الصلح، لكنها رفضت حتى تطور الأمر إلى أبغض الحلال.. فتم الطلاق والفراق بينهما.
- محمد بن عبدالعزيز اليحيا