باضت دجاجتهم واتهموا ديك حارتهم ورجموه، ولم يصيبوه بأحذيتهم.. بحجارتهم.. هرب الديك من مطارداتهم وسهامهم بعيدا عن مرمى عيونهم بعرفه الأحمر مبهور يتمتم: الدجاجة ما زالت راقدة على بيضة، ليست من ديكهم.
الجميع عادوا لبيوتهم منهكين والذل يعلو عيونهم، متعبين من اللحاق بالديك الذي أرهق أبدانهم وغبار الكر والفر يعتلي جفونهم والديك مستغرب سر ملاحقتهم ويقول : أهكذا يعاملون ديوكهم ودجاجهم؟
اختبأ الديك في زريبة أغنامهم ونام متنكراً تحت أقدامهم خائفاً من رفسة ماعز أو ركلة عفوية من حوافرهم ونام الديك وحلمه، وصاح الديك عند طلوع فجرهم لإيقاظهم ولتسبيح ربهم وإقامة صلاتهم ومن ثم متابعة أهل القرية لحياتهم، فسمعوه وربطوا أحزمتهم مستنجدين بكبريائهم ليلحقوا الديك الذي أمسى وأصبح حديث لسانهم.
فالديك ما زال لديهم هو المذنب.. المتهم لبيضة دجاجتهم وهكذا الحال لكل يوم يصيح الديك يطاردونه ولا يصطادونه ويعودوا أهل القرية للنوم.
وفي تلك الليلة.. المليئة سماؤها بالنجوم.. فقست البيضة قاق.. قاق.. قاق، وعلا صوتها فمن كان بالقرية نائما، قد فاق وظن الجميع أن الديك قد رسم لهم خطة وربطوا أحزمتهم ليعدوا له العدة والديك ككل ليلة مختف نائم بين أرجل الماعز المستبدة، والأصوات مازالت مستمرة
بأعلى صوتها قاق قاق.. تجمهر أهل القرية عليها فبيضة دجاجتهم أنجبت بطة وجميعهم غير مستوعبين شيئا وأعلن شيخ البلدة أن الديك بريء من بيضة دجاجتهم وله كامل الحرية، وازداد همَّهم وكثرت شكوكهم
فاستدعوا عقلاءهم لإبداء رأيهم.
وبعد التحقيق والتدقيق.. اكتشف أهل القرية أن هناك بطة مات زوجها بجلطة.. ولم تتحمل زوجته البطة موته.. فماتت من الحزن والحرقة.. وكان لهما بيضة.. وجاءت دجاجة القرية.. العقيم الحنون.. لترجن على البيضة.. ففقست البيضة.. وخرجت البطة.. اللهم اجعل أيَّامنا كلها بيض.... آ آ آ آ ء
- عماد الصرعاوي