مات والدي (رحمه الله) قبل أن تتحقق رؤيا رآها قبل أكثر من خمس وعشرين سنة، عبّرت له -آنذاك- بأن أمير منطقة الرياض سيتولى حكم مملكتنا الأبية وستسلم في عهده من أخطار تحيط بها.. وإذا كان الشق الأول من تعبير الرؤيا قد رأيناه بأعيننا فإن الشق الثاني نراه بعين البصيرة لما يعرفه الجميع عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-؛ فمليكنا -حفظه الله- ورث المجد كابراً عن كابر، فظهرت سمات القيادة في كل صفة من صفاته.. وترعرع في عرين الأسد الموحد وهناك تأسس فكره العميق.. وأحب القراءة وسعى للاطلاع منذ نعومة أظفاره فاكتسب العلم والمعرفة وصار غزير الثقافة.. وعاصر الملوك أميرا لقلب المملكة وقريبا من صنع القرار وصانعيه، وهناك صقلت موهبته في الإدارة والقيادة وزادها لمعانا ثقافته ومعرفته.. وسلم أهم وزارة ليتوّج خبيرا في السلم والحرب.. ثم تولى ولاية العهد فكان الأمين المؤتمن.. ومع هذا الرصيد الضخم والموهبة والخبرة والمعرفة فإنه جدير -وبتوفيق الله- أن يقود السفينة خير قيادة وأن تكون في عهده أكثر لحمة وأكبر منعة، وأصلب قوة في مواجهة عواصف الزمان وخطوبه.. وقد تفتقت البشائر في بداية عهده بقرارات زرعت الأمل وبثت التفاؤل، ونشرت الاطمئنان، ورفعت سقف الطموح بما ينبئ بعهد مشرق ومستقبل عظيم لهذا البلد العظيم بعقيدته وقيادته وشعبه ومنهجه واقتصاده، يحق لنا أن نفخر بمليكنا سلمان وأن نتفاءل بعهده، وواجب علينا الدعاء له بطول العمر ممتعاً بالصحة والعافية وأن يسدد خطاه ويوفقه لما فيه خير البلاد والعباد.
عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل بن فرحان آل سعود - محافظ المجمعة