بريدة - بندر الرشودي:
تمثل مدينة بريدة أهمية كبيرة على خريطة المدن السعودية من حيث المساحة والكثافة السكانية القائمة والمتنامية حيث تعتبر ثاني مدن المنطقة الوسطى بعد العاصمة الرياض عطفاً على معطياتها التعدادية وأهمها الإدارية وموقعها الجغرافي والتنامي الاقتصادي.. بريدة عاصمة منطقة القصيم وقاعدتها الإدارية وقلبها النابض بالحركة التجارية والنواتج المحلية وتدفق النشاطات الزراعية والصناعية والإنمائية والإنشائية الواسعة..
وتشكل مدينة بريدة ما نسبته 65 % من سكان منطقة القصيم البالغ عددهم حالياً قرابة المليون ونصف المليون نسمة إلى جانب أن بريدة تستقبل يومياً مئات الآلاف من طلاب الجامعة والكليات والموظفين ومستهدفي الحركة التجارية والزراعية ومراجعي المشافي والإدارات الحكومية.
هذه المعطيات أبرزت ضرورة وأهمية مواكبتها لخدمة السكان وتحقيق معادلة العمليات الطردية والنسبة والتناسب وملاحقة المد الحضاري لبريدة والتوسع في إقامة البنى التحتية الضرورية لمواجهة الاحتياجات التي تسعى الدولة لتقديمها وتحقيق كافة سبل الاستقرار ورغد العيش..
ومع تنامي المدينة بشكل لافت في غضون العقود الثلاثة الماضية إلا أن هناك قصوراً في بعض المطالب والاحتياجات الضرورية والمهمة مقارنة بالمدن الأخرى الأقل حاجة.
وفي غمرة احتفالات بريدة بالأمير القدير فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم فإن مدينة بريدة وهي تشعر بحرارة اللقاء وصدق الاحتفاء تتطلع في ذات الوقت إلى تحقيق طموحات أبنائها وقاطنيها من خلال دعم سمو أمير المنطقة واهتماماته وحرصه الكبير على تعزيز المسيرة الحضارية، فمدينة بريدة بحاجة ماسة لمواكبة المرحلة المقبلة، ومتطلباتها عبر مشروعات توعية تشمل مختلف المجالات الخدمية والانمائية في التوسع اليوم في مساحة المدينة والارتفاع الحاد في أعداد سكانها يتطلب خطوات أكثر حسماً وإيجابية..
فعلى مستوى الخدمات الطبية فإن الوضع الحالي غير قادر على استيعاب الأعداد الكبيرة من داخل بريدة وخارجها، بل ومن بعض المناطق المجاورة في مختلف التخصصات وبات إنشاء مدينة طبية متكاملة في بريدة ضرورة حتمية وخياراً إستراتيجياً قائماً لحل الأزمات القائمة ومواجهة المستقبل لضمان بنية تحتية تستوعب الحاجة لسنوات عدة وتقدم أفضل الخدمات التي يتطلع إليها المواطن في هذا الجزء الغالي من الوطن.. ولعل سمو أمير المنطقة أكثر من يستحضر ذلك ويقدره ويسعى إليه في قادم الأيام.
وفي المشهد الحضاري لمدينة بريدة وتوسعها وتعدد نشاطاتها التجارية برزت أهمية تطوير المنطقة المركزية وهيكلتها وتوسع دائرة خدماتها.. وفي المنطقة المركزية الحالية وبما فيها من أسواق ومناشط أصبح التعامل معها صعباً في ظل ضيقها وازدحامها وخطورة بعض أجزائها جراء حركة التزاحم فيها.
وقريباً من المنطقة المركزية تأتي مدينة التمور كأحد المرافق بالغة الأهمية من حيث النشاط الزراعي المرتبط بالتمور وتعدد فرص العمل للشباب ومع ما تم فيها من خطوات إيجابية إلا أن الأمل والطموح أكبر من ذلك عبر تحويلها إلى مشروع للأمن الغذائي يضم كافة مزارع الصباخ والأحياء القريبة وإقامة المدينة برؤية علمية تخصصية تكفل استمرارية النشاط ونقله إلى العالمية عبر خطوات وإجراءات ومواصفات دولية.
هذه المدينة تمثل مصدراً للأمن وتنويع الموارد المالية للدولة تحسباً لأي مستغل وتستحق المزيد من العناية والرعاية والاهتمام.
ولأن عاصمة القصيم اتسعت جهاتها وتسارع تمددها بشكل ملحوظ خلال المدة الزمنية الفارطة إلا أن الطرق فيها تواكب ذلك إما لعدم الوجود أصلاً أو لتعثر المنفذ.. الإشارة إلى أن تنفيذ طريقي الملك فهد والدائري الداخلي تجاوزت مدتهما الثلاثين عاماً وحتى الآن لم يكتملا بصورتهما المطلوبة ومعاييرهما ومواصفاتهما الأساسية.
من هذا المنطلق فإن بريدة تهفو إلى التفاتة جادة لطرقها وحل مشاكلها واستباق أزماتها من خلال المشروعات المستقبلية التي تضمن ذلك، لذا كان أمير المنطقة واضحاً وصريحاً عندما تحدث عن هذا الجانب.
ومن ضمن المشروعات النوعية التي تنشدها بريدة إعادة تنفيذ مصفاة أرامكو في شمال شرق الطرفية والتي سبق وأن اعتمد تنفيذها ومرافق العمل فيها آنذاك.
هذه الخطوة تشكل رافداً اقتصادياً عملاقاً للمنطقة بوجه عام ولبريدة على وجه الخصوص من حيث الفرص الوظيفية والتشغيلية وتأمين الجوانب النفطية في عمق المنطقة الوسطى.
وإذا كان الحديث عن هذا الطموح وفي نفس الموقع تبرز أهمية تطوير منتجع عسيلان البري كأحد أهم المتنفسات الطبيعية لمدينة بريدة وواجهتها البرية.. هذا الموقع يضم كافة مقومات السياحة المحلية والوجهات التنزهية ويشهد في عموم المواسم كثافة هائلة لمرتاديه إلا أنه يحتاج إلى مشروع حيوي تقدم فيه الخدمات الأساسية ووسائل الترفيه.
ولأن الميزانيات تمثل المفصل الجوهري لتقديم الخدمات فإن بريدة لا تزال تفتقر إلى الميزانيات الكافية والأساسية المخصصة لأمانة المنطقة ومرافقها وخدماتها المقدمة قياساً بمستوى الطلبات وحجم الاحتياجات اليومية لسكان مدينة بريدة حاضراً ومستقبلاً.
وإذا كانت هذه أبرز المطالب والمتطلبات فإن هناك جوانب أخرى تشمل أهمية إنشاء مركز ثقافي متكامل يحتضن المناسبات والفعاليات والمناشط ويكون مكتمل الأركان والمرافق تتوافر فيه كافة الإمكانات المتاحة بجانبيه الرجالي والنسائي.
ولعل من الجدير إضافته إنشاء هيئة عليا لتطوير مدينة بريدة تكون تحت مظلة رسمية وتستطيع القيام بأعباء التطوير والتحديث وتحقيق أهداف وتطلعات بريدة وأبنائها.