تعاطفت للغاية مع صحيفة تشارلي الفرنسية إثر الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الصحيفة، وكم شجبت هذا العمل الإرهابي وكنت أتوقع من صحيفة تشارلي أن تبدأ أول طبعة لها ضد الإرهاب أياً كانت عقيدة الإرهابي، وأن تثبت بمهنية عالية أن الأديان السماوية أديان جميعها دعت للسلام والمحبة وعدم إيذاء الآخرين واحترام الإنسان، فلو كانت فعلت ذلك لكانت اكتسبت تعاطفاً واحتراماً مضاعفاً بالملايين من كل الأديان، لكن بعد هذا التعاطف أن تبدأ حملتها ضد المسلمين وضد الإسلام برسوم مسيئة لأطهر مخلوق نبينا ورسولنا وسيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم»، هنا سقطت تشارلي وردت الإرهاب الفعلي بالإرهاب الفكري، ولعل الثانية أخطر بكثير؛ إذ إنها تمثل نهجاً عدائياً ألصق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين، وهم يعلمون جيداً أننا كمسلمين أول من تأذى من الفكر الإرهابي باسم الدين الإسلامي والإسلام منه براء، فهاهي داعش والنصرة تعيثان في الأرض فساداً من قتل وذبح وتنكيل واغتصاب وبيع للنساء والأطفال، فمن تأذى منهم، نحن المسلمين، فلا ننسى الفكر المتطرف الذي ضرب بعض المجمعات السكنية في الرياض في وقت سابق، وحادثة عرعر الأخيرة عندما هاجم إرهابيون النقطة الحدودية مع العراق وفجروا أنفسهم بعد أن تعامل معهم رجال حرس الحدود بكل نقاء ووطنية بعودتهم إلى أوطانهم، ففاجؤوهم بتفجير انتحاري غاشم استشهد منه عدد من رجال حرس الحدود البواسل.
وهاهي مصر وليبيا وغيرهما يعانون من إرهاب الفكر المتطرف سواء الداعشي أو الإخواني أو حتى الأفكار الأخرى المنحرفة، فليت تشارلي تعلم أننا كمسلمين تأذينا من هذا الفكر المتطرف وتأذينا من خمسة آلاف إرهابي أتوا من أوروبا ولم ندعِ ولو لمرة واحدة أنه لم يتم تعديل فكرهم وتنقيته داخل الأجواء الأوروبية أو أننا اتهمنا الدول الأوروبية بأنها مصدرة للإرهاب، فالإرهاب لا وطن له، فكل بقاع الأرض موطنه ولا دين له، فكل فكر عقائدي أو اجتماعي منحرف منهجه.
لقد خسرت تشارلي بهذه الصور المسيئة للنبي الكريم سيدي محمد «صلى الله عليه وسلم» تعاطف ملايين المسلمين المعتدلين الذين يتخذون من الإسلام منهجاً للتعامل بالإنسانية المثلى مع كل المعتقدات وكل الأديان.
الخزي والعار لكل من أساء لسيد الخلق سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم»، ونحن على نهج رسولنا ونبينا سائرون نهج المحبة والإنسانية والسلام.