الجزيرة - احمد القرني:
كشف الدكتور محمد آل شيف استشاري الأمراض الباطنة وأمراض تخثر الدم رئيس اللجنة المنظمة في اليوم التوعوي للجلطة الوريدية، عن وفاة ثلاثة ملايين سنوياً في العالم ونصف المليون سنوياً في أوروبا و300 مائة ألف سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب الجلطة الوريدية وبالتحديد جلطة الشريان الرئوي المميتة وأن معدل وفياتها يفوق وفيات سرطان الثدي والبروستات والإيدز وحوادث السيارات مجتمعة في أوروبا، وهي المسبب الثالث للوفيات عالمياً بعد الجلطة الدماغية وجلطة القلب.
جاء ذلك خلال تدشين اليوم التوعوي للجلطة الوريدية أمس، الذي نظمته مدينة الملك فهد الطبية برعاية المدير التنفيذي المشارك للإدارات الطبية الدكتور مازن السحيباني في بهو المستشفى الرئيسي.
وأضاف آل شيف: «أن جلطة الشريان الرئوي (الانضمام الرئوي) هي السبب الرئيسي للوفاة لدى المرضى المنومين الذي يمكن الوقاية منه بنسبة كبيرة بإذن الله إذا اتبع الأطباء الأدلة الإرشادية للوقاية من الخثار الوريدي»، و»أن جلطات الأوردة العميقة من الأمراض الصامتة لدى المرضى المنومين، حيث تحدث عندما تتكون جلطة داخل أحد الأوردة، مثل أوردة الساقين، بحيث تؤدي إلى انسدادها بشكل كامل أو جزئي.
وحول فروقات الجلطة الأوردة العميقة والشريان الرئوي أفاد الشيف بأنهما وجهان لعملة واحدة ويمكن حدوثهما معا أو كلٍّ على حدة، مبينا أن تجلط الأوردة العميقة أو جلطة الساق أو الخثار الوريدي العميق هو تجلط الدم في الأوردة العميقة في الأطراف السفلية ولا تعتبر خطيرة بحد ذاتها، لكن الخطورة تكمن في تفتت جزء منها وانتقاله إلى الشريان الرئوي مسببا انسدادا جزئيا أو كليا فيه لذلك تسمى بالانضمام الرئوي وفي 10 في المئة من الحالات المصابة تسبب الوفاة بسبب الانسداد الكلي للشريان الرئوي، وقال :» تسمى جلطة الشريان الرئوي بالقذائف الرئوية لسرعة انتقالها من الأوردة العميقة إلى الرئتين بسرعة 48 سم في الثانية وتحدث الإصابة بالجلطات الوريدية نتيجة 3 عوامل رئيسية وهي ركود الدم وتلف في بطانة الوريد وتغير في مكونات الدم (زيادة قابلية التجلط أو النزعة الوراثية أو المكتسبة».
وشارك في فعاليات اليوم التوعوي الثاني للجلطة الوريدية أكثر من 17 قسما من الأقسام الطبية في المدينة ممن لهم شأن في الخثار الوريدي وخارج المدينة كالجمعية السعودية لأمراض تخثر الدم ومركز تميز للتخثر والنزاف التابع لجامعة الملك سعود وبرنامج مكافحة التدخين التابع لوزارة الصحة ومجموعة مميزة من طلاب كلية الطب من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز وجامعة نورة بنت عبد الرحمن، تحت شعار «معاً ضد الجلطة الوريدية» في خطوة تستهدف تثقيف المجتمع والمرضى المنومين والعيادات الخارجية، بالإضافة إلى الكادر الصحي بمختلف مستوياته لزيادة مستوى الوعي بأحدث أساليب الوقاية من الجلطات الوريدية وكيفية تشخيصها وعلاجها بالطرق المبنية على البراهين العلمية والطرق التثقيفية المتبعة المطويات والكتيبات والمنشورات التي تمثل مكتبة طبية متكاملة بكل ما يتعلق بالجلطات الوريدية، وكذلك الوسائل التوضيحية كمقاطع الفيديو والمحاضرات والمجسمات.
وتم استضافت عدد من الشخصيات المشهورة كالإعلامي محمد الشهري ونجم الكيك فيحان والمذيع الرياضي فهد المساعد والمنشد والمذيع محمد المحسن.
ولبث روح المنافسة بين المشاركين تم إجراء مسابقة لأفضل ثلاثة معارض ليقدموا أفضل ما لديهم.
يذكر أن فريق تخثر الدم هو أول متخصص في مجال أمراض تخثر الدم في المملكة العربية السعودية، حيث تم تكوين الفريق عام 2010 م في قسم التخصصات الباطنة في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض.
وهو فريق طبي متعدد التخصصات (Multidisplinary Team) مكون من طبيب استشاري حامل شهادة الزمالة في أمراض تخثر الدم من جامعة ماكماستر في كندا، استشاري أمراض صدرية وعناية مركزة تخصص دقيق في ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، استشاري جراحة أوعية دموية وتدخلية تخصص دقيق في إذابة الجلطات الوريدية بالقسرة، كذلك يضم الفريق نخبة من الأطباء الاستشاريين المساعدين والمقيمين والكادر التمريضي ، أخصائية تثقيف صحي ، صيدلانيان اكلينيكيان ومنسق لأبحاث هذا الفريق.
يهدف عمل الفريق إلى استخدام أحدث الوسائل المبنية على البراهين العلمية في الكشف المبكر والوقاية من الجلطات الوريدية وتشخيصها، وتقديم العلاج في حالة حدوثها لكل من مرضى العيادات الخارجية والمرضى المنومين في مختلف أقسام مدينة الملك فهد الطبية مثل قسم العظام، قسم الجراحة، العناية المركزة، مستشفى النساء، مستشفى التأهيل التخصصي ، مستشفى الملك سلمان لجراحة القلب ومركز علوم الأعصاب الوطني.
كما أن لفريق تخثر الدم ممثلا بالدكتورين محمد آل شيف وابتسام بخش دوراً فعالاً في المشاركة مع جمعية تخثر الدم السعودية والمركز السعودي للرعاية الصحية المبني على البراهين بوزارة الصحة وجامعة مكماستر في كندا في وضع الأدلة الإرشادية للممارسات السريرية المبنية على البراهين العلمية في الوقاية والعلاج من الجلطات الوريدية للملكة العربية السعودية، ولهم أيضاً دور فعال في تدريب أطباء الامتياز والمقيمين وتخصيص دورات مكثفة ومحاضرات للأطباء المقيمين في قسم التخصصات الباطنة حتى يرقى لمستوى التعليمي والتدريبي لهم ليكونوا قادرين على تقديم أفضل الخدمات العلاجية للمرضى.
كما يهتم الفريق بإجراء البحوث العلمية وهو الآن يعمل في وضع سجل وطني للخثار الوريدي للوقوف على نسبة الإصابة بالجلطات الوريدية وأسبابها والنزعة الوراثية لتخثر الدم ومقارنتها بالدول الغربية. وتشير النتائج المبدئية قبل النشر إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال وأن فترة الحمل والنفاس وحبوب منع الحمل من أهم مسببات الجلطات الوريدية في المملكة.
كما شارك في إقامة الندوات والمؤتمرات العلمية لمناقشة أحدث ما توصلت إليه الأبحاث والتجارب العلمية في مجال تخثر الدم ، بمعدل فعالية كل سنة منذ عام 2011 م وتميز الفريق بأخذ زمام المبادرة بل الوحيد من نوعه في إقامة يوم توعوي سنوي يقدم رعاية صحية شمولية متكاملة تحت طاولة واحدة في ما يتعلق بالجلطات الوريدية، بدئاً من استخدام كافة وسائل الوقاية من الجلطات الوريدية لأي مريض يخضع للتنويم في مدينة الملك فهد الطبية ومروراً بالتشخيص الدقيق الإشعاعي والمخبري للبحث عن النزعة الوراثية لتخثر الدم والعلاج بالجيل الجديد من مميعات الدم، وتقديم خدمة الرعاية المنزلية للمرضى غير القادرين على حضور عيادة تخثر الدم بسبب العجز عن الحركة كشلل الأطراف السفلية.
ويُعدُّ من السباقين في التعاون مع قسم العلاج الطبيعي في استخدام الجوارب الطبية متدرجة الضغط لمرضى الجلطات الوريدية بالطريقة العلمية بأخذ المقاسات المناسبة وتحديد درجة ضغط الجوارب حسب الحالة سواء كانت جلطة وريدية حادة أو متلازمة ما بعد الجلطة أو دوالي الساقين.
وبدأ الفريق بتوسع ملحوظ لتقديم الخدمة لمرضى العيادات الخارجية للأسنان الذين يخضعون للعلاج بكافة أنواع مميعات الدم، حيث يتم معاينة المريض المحول من عيادة تخثر الدم في أقرب موعد لعيادة الأسنان حيث يجرى تقييم الحالة وتحديد خطة العلاج كاملة مع المريض دون إيقاف مميع الدم لتخفيف معاناة المرضى، حيث يرفض الغالبية الساحقة من أطباء الأسنان خارج مدينة الملك فهد الطبية في علاج هذه الشريحة من المرضى دون إيقاف المميع الذي ممكن أن يؤدي إلى انتكاسة الجلطة في مرضى تخثر الدم أو مرضى صمامات القلب المعدنية.
كما بدأ الفريق بإجراء فحص مقدار سيولة الدم للمرضى المتناولين لعقار الوارفارين في داخل العيادة من خلال جهاز محمول يسمى نقاط الرعاية أو (Point of care) لمعرفة نسبة السيولة في دقائق وبالتالي يقلل وقت الانتظار للمراجعين في العيادة التي يصل عدد المراجعين إلى 25 في الزيارة الواحدة.