أبها - عبدالله الهاجري:
سجل مستشفى القوات المسلحة بالجنوب حالة إنسانية جديدة لمتبرعين لوجه الله, بعد أن حضر متبرع فضل عدم ذكر اسمه إلى المستشفى لتقديم تبرعه بكليته لأي مستفيد محتاج لها في مبادرة جسدت أسمى معاني الإنسانية النبيلة.
أوضح ذلك مدير المستشفى العقيد عبد الله الغامدي، مشيراً أن التبرع كان من نصيب طفلة من قوائم الانتظار تبلغ من العمر (12) عاماً، والتي كانت تخضع منذ خمسة أعوام لجلسات الغسيل الدموي بواقع ثلاث جلسات أسبوعياً.
وأكد العقيد الغامدي، أن عملية الزراعة تمت بنجاح بعد تطابق الأنسجة معها, مضيفاً بأن ما قام به المتبرع من عمل لا يمكن أن يجزى عليه إلا من الله سبحانه وتعالى، داعياً بأن يمن الله على المتبرع والمستفيدة بالصحة والعافية.
وبين المتبرع أن تبرعه كان لوجه الله تعالى, وتمنى أن يجد المرضى المنتظرين على قوائم الانتظار لمتبرعين آخرين لوجه الله ليعيشوا آمنين مطمئنين بين أهلهم وذويهم, وأضاف أن ما قام به من عمل لا يرجو منه إلا رضى الله سبحانه وتعالى، سائلاً المولى عز وجل أن ينفع بها وأن تنهي معاناة الطفلة وأن يتقبلها الله منه صدقة جارية.
من جهة ثمن والد الطفلة المستفيدة من الزراعة الموقف الإنساني النبيل للمتبرع الذي وهب كليته لابنته، وقال مهما قدمنا له من الشكر والثناء والتقدير على ما قام به تجاه أسرتنا فلن نوفيه حقه المستحق، ولكن ما عند الله لن يضيع إن شاء الله, والذي بحث عن الأجر والمثوبة من الله قبلنا وهذه من الأعمال الصالحة والصدقة الجارية، فله منا جزيل الشكر والدعوات الصالحة بأن يفرج الله عنه ويعوضه خيراً كما فرج على ابنتي معاناتها وكربتها.
وقد غادر المتبرع للمستشفى في حالة صحية جيدة ولا تزال الطفلة المستفيدة تحت الملاحظة والمتابعة الطبية بالمستشفى وحالتها الصحية مستقرة، وبدأ جسمها يتقبل الكلية الجديدة ويتفاعل معها بنجاح.
إلى ذلك يعتبر مستشفى القوات المسلحة بالجنوب من أوائل مراكز الكلى بالمملكة التي تمت فيها أول عملية زراعة كلى في عام 1989م.