حينما تريد الكتابة عن الكبار أمثال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، ونريد أن نغطي بعضاً من مزاياهما فإنك تعجز عن التعبير لأنك لا تعرف من أين تبدأ.
لقد عرفت منطقة القصيم هذين الرجلين بالإخلاص والتفاني في العمل وحب الوطن والمواطن وخدمة أبناء المنطقة والسهر على راحة المواطن القصيمي. وحيث إنني كنت من الناس القريبين منهما وأعرف بعض الخصال التي كانا يتحلى بها هذان الأميران فقد كان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز رجلاً يحب عمله ويخلص فيه ويتابع كل دقيق وجليل ويقف على كل شيء بنفسه، وكان رجلاً ذكياً يفاجئك بالسؤال عن شيء حدث قبل سنين طويلة. ولقد كان حريصاً كل الحرص على كل ما فيه مصلحة المنطقة وأهلها ويزور الناس في بيوتهم ويشاركهم في أفراحهم ويقف معهم في أتراحهم، وكان عطوفاً على الفقراء والمساكين يقف معهم ويساعدهم ويزورهم في بيوتهم وفي المستشفيات ويطمئن على صحتهم.
ومن ذلك ما حدث بمعرفتي الخاصة ففي يوم من الأيام اتصل بى مدير مكتب سموه وقال لي: إن سمو الأمير يريدك غداً فلما ذهبت إليه قال لي إنني اطلعت على حالة مريض يحتاج إلى علاج خاص في أحد المستشفيات الخاصة، وأريد منك متابعة حالته وإخباري عن ذلك، وبعد مضي خمسين يوما على مكوثه في المستشفى وتماثله للشفاء خرج المريض من المستشفى سلمت سموه الفاتورة حيث أمر بصرف شيك بكامل المبلغ، وكان مبلغا كبيرا واستلمت الشيك وتم إيداعه بحساب المستشفى, هذه حالة واحدة من ضمن الحالات الكثيرة المماثلة التي تدل على عطفه ورحمته بالفقراء والمساكين ومساعدتهم.
هذا جانب من جوانب كثيرة يتحلى بها سمو الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز حفظه الله وسدد خطاه وأعانه على تحمل مسؤولية العاصمة وهي أكبر منطقة في المملكة العربية السعودية، وهو قادر بإذن الله تعالى على ذلك لأنه صاحب الخبرة الطويلة في إدارة المناطق إذ كان نائباً لأمير منطقه عسير لمدة تزيد على عشر سنوات، وبعدها أميراً لمنطقة القصيم لمدة تزيد على ثلاثة وعشرين عاماً. إنه رجل الخبرة ورجل المسؤولية إنه الرجل المناسب في المكان المناسب.
بعد ذلك ماذا عساي أن أكتب عن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم حفظه الله وأعانه وسدد خطاه. إنه رجل كبير في كل ما تحمله هذه الكلمة من معنى كبير في أدبه وأخلاقه كبير في علمه كبير في حبه للناس كبير في حب الناس له كبير في تدينه كبير في تواضعه كبير في ابتسامته وعطفه وقربه من الناس، لقد رأيت بعيني ما حدث في استقبال سموه في مطار الأمير نايف بن عبد العزيز بالقصيم، لقد خرجت القصيم عن بكرة أبيها بشيوخها ورجالها ونسائها وأطفالها لاستقبال سموه وتهنئته بثقة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتعيينه أميرا لمنطقه القصيم، لقد تزاحمنا على ذلك. لماذا كل ذلك؟. سؤال يطرح نفسه. وجوابه بسيط. إن أهالي المنطقة عرفوا سموه الكريم بكرم الخصال والأقوال التي كانت تسبقها الأفعال، لقد كان رجلاً نشيطاً في عمله يتابع بنفسه المشاريع ويقف عليها ويحث المقاولين ومديري الإدارات الحكومية على إنجاز الأعمال على أحسن وجه وأسرع وقت، لقد تبنى مشروع طريق مكة القصيم الجديد منذ أن كان فكرة إلى أن صار واقعاً يرى بالعين، ونحمد الله سبحانه وتعالى أن حقق له ما يصبو إليه في هذا المشروع الكبير الذي تجاوزت ميزانيته أكثر من ستة مليارات من الريالات، ولقد رأيته يتفقد هذا المشروع بنفسه ويسافر على سيارته الخاصة على مسافات طويلة في طريق لم يكتمل ويتكبد عناء السفر والخطر وهو يتابع هذا المشروع الذي أرجو من الله العلي القدير أن يكون كل جهد وكل وقت أمضاه وهو يتابع هذا المشروع في ميزان حسناته وأن يكتب له الأجر والمثوبة في كل حاج أو معتمر يسلك هذا الطريق قاصداً وجه الله سبحانه وتعالى، ولقد رأيته أيضاً يقف بنفسه على مشروع طريق الدائري الداخلي لمدينة بريدة ويحث المقاولين على سرعة إنجاز هذا المشروع الهام الذي سيكون إن شاء الله شريانا مهما من شرايين هذه المدينة الهامة.
وفى الختام أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق الفيصلين لكل عمل صالح وأن يعينهما على القيام بمسؤوليتهما وأن يسدد على طريق الخير خطاهما وأن ينفع بهما الوطن والمواطن، وأن يطيل بعمر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. ويديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان تحت هذه القيادة الحكيمة التي تحكم بشرع الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- عبد الله بن صالح الشريدة