الجزيرة - فن:
اختتم الخميس المعرض الشخصي الأول للفنانة التشكيلية نور هشام السيف، «أن لا يحدث ذلك كله» والذي افتتحه المهندس لؤي رضا الحكيم في المركز السعودي للفنون التشكيلية في صالة عبد الله القصبي بجدة، والذي تبحث الفنانة نور حول المسببات في هذا التصدع الذي يتمدد ويبتلع معه قدر المستطاع كل الجذور الطيبة، الحروب التي لا تهدأ في المشرق أفرزت ثقافة هدم الإنسان قبل كل شيء، ذلك الشعور بالآدمية الذي بدأ يتلاشى، لكن الذاكرة هي الأكثر وجعاً، إنكارنا أو تناسينا لمرارة تاريخٍ مضى جعلنا في كل مرة عاجزين أمام مشهد حديث يلوح بريحٍ عاتية. المعرض الذي اشتمل على 22 عملاً، قدمت بألوان الإكريلك مع ألوان الدهانات، تقول عن المعرض إنه رغم أن الصور في الأعمال هي مجموعة أوجاع مترجمة من أدباء آخرين أمثال: سعد الله ونوس وممدوح عدوان وجبرا إبراهيم جبرا والطاهر بن جلون وعبد الرحمن منيف، هؤلاء أقرأ لهم بكثافة، بالإضافة إلى مشاهد حية ومختزنة من الذاكرة الانفعالية، لكن تبقى جملة غسان كنفاني هي الخالدة على مدى سنوات والمحفورة في الذاكرة الجمعية، ويزداد تداولها عند كل مرحلة مأساوية يمر بها المشرق العربي.
وتضيف السيف أن أعمالها السابقة التي تقدمها بالقهوة أن المحتوى في هذه المجموعة ثقيل ومتضخم بتصوير الأحداث النية وربطها بسلسلة زمنية تاريخية متوارثة بالإضافة إلى تحوير بعضها بطريقة فانتازية ساخرة، وهذه الغزارة في المضمون لا تتوازى مع القهوة التركية بتقنيتها الناعمة البسيطة، الرسم بالقهوة عموماً يمنحنا طابعاً شاعرياً وأنيقاً, بينما أنا هنا أمام ملحمة درامية عليّ أن أوظفها بنسب مختلفة وبألوان ناطقة وتقنيات بارزة.
وتنوه أن ما قدمت مؤمنة به.. كل أعمالي هي تعبير صادق وغير مصطنع، ربما كان مشروعي قاسياً بطريقة مباشرة، وذلك لعدم قدرتي على تجميل الحقيقة المشوهة للخسارات البشرية التي تتفاقم كل يوم، وتطرح مشهداً حاضراً مستمداً من تاريخ مضى، لكنه متجدد وغير مكرر أقول فيهما: إننا أمام تفاسير ووجوه متسلسلة عبر القرون حول مفهوم بربرية العالم (الإسلاموي)، ووقاحة ووحشية العدو الخارجي، ودور المثقف العربي حيال كل هذا العجز والبؤس واغتيال الطفولة وهدم الإنسان في مدن تُصنف من أقدم حضارات العالم، وشاركت نور هشام السيف في العديد من المعارض الفنية في المنطقة الشرقية وخارجها، وتحمل عضوية «جمعية الثقافة والفنون في الدمام وجمعية جسفت، وجمعية التشكيليين في البحرين».