الجزيرة - الرياض:
قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو المهندس خالد الفالح إن المنتدى يأتي في إحدى مناطق أعمالنا المهمة وفي العهد الواعد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، تمثّل جازان اليوم محطة التقاء كبرى تنسجم مع الرؤية السديدة لحكومتنا الرشيدة من خلال إنشاء قواعد اقتصادية موزعة على عدد من مناطق المملكة، تسهم في تحقيق تنمية إقليمية متوازنة، كانت جازان ركناً من أركانها. وسعت هذه الرؤية إلى استثمار موارد هذه المنطقة الطبيعية وطاقاتها البشرية، وخصائصها الجغرافية النوعية، من أجل إحداث فارق إيجابيّ كبير في مستقبلها، وفي دورها المتنامي كرافد أساس لاقتصادنا الوطني.
واضاف الفالح: تعود بدايات نشأة أعمال البترول في جازان إلى أربعة عقود مضت، حيث أةنشئت آنذاك محطة توزيع المنتجات البترولية في المنطقة. ولكن القفزة الكبرى كانت مؤخرًا عندما كلّف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، طيّب اللهة ثراه، بإطلاق استثمارات وأعمال في المنطقة يصل إجمالي تكلفتها نحو 70 مليار ريال.
وقال نحن في أرامكو نعتز بمشاركتنا في هذه المسيرة التنموية التي تشهدها جازان اليوم. ونفخر بالثقة التي نالتها الشركة لتبني وجودًا إستراتيجيًّا في المنطقة، من خلال تنفيذ عدد من المشروعات الأساسية والمساندة تشمل تطوير البنية التحتية للمدينة الاقتصادية، التي تبلغ مساحتها 106 ملايين م2، وإنشاء مصفاة جازان وفرضتها، وإنشاء محطة توليد الطاقة، والميناء التجاري، ومحطة لتحلية المياه المالحة، فضلاً عن مدّ الطرق، وشبكات المياه والصرف الصحي، وإيصال الكهرباء، لتةوفر هذه المشاريع بمجملها قاعدة متينة للاستثمارات في الصناعات الثقيلة والثانوية والبتروكيميائيات والصناعات المعدنية، واستثمارات تحويلية أخرى تستفيد من الثروات المعدنية والزراعية التي تتمتع بها المنطقة.
ومضى الفالح: اهتمام الشركة قبل كل ذلك بالمرتكز الأساس والأهم، لأنه معنيٌّ بتنمية أبناء المنطقة؛ حيث تم إطلاقة عدد من مبادرات التأهيل والتدريب بهدف بناء قوة عمل قادرة ومؤهلة من شباب المنطقة ليشغلوا وظائف هذه المشروعات في كافة مراحلها. ولم ننتظر انتهاء المشروع لتحقيق ذلك، بل انطلق بناء هذه القوة البشرية في العام الماضي حين تم توقيع اتفاقية تحالف مقاولي جازان للتدريب والتوظيف «مهارات» في إطار شراكة استراتيجية مبتكرة مع مقاولي مشروع المصفاة وأرامكو ومؤسسة التدريب التقني والمهني لتدشين معهدين للتدريب أحدهم في منطقة الحقو والآخر في منطقة الدرب.
ويسعى هذا التحالف لتدريب وتوظيف نحو سبعة آلاف شاب سعودي من منطقة جازان على مهن ووظائف صناعية إنشائية متنوعة على مدى أربع سنوات. وعلى المدى الطويل نطمح أن يصل عدد الوظائف المتاحة في جازان إلى 75 ألف وظيفة، من خلال الأعمال التي من المتوقع أن تشملها المدينة الاقتصادية والمشاريع الصناعية والخدمية المترتبة عليها.
وقال الفالح إن هذه المشاريع، تمثل قاعدة لهرم سيرتفع عاليًا، بإذن الله، بإسهامات شركائنا من المستثمرين، وبما يوفره من ميزات نوعية ومستقبل واعد للجميع، ولعل انعقاد منتدى جازان الاقتصادي في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ المملكة والمنطقة، يعدّ فرصة سانحة للمستثمرين المحليين بالذات، وهم أصحاب تاريخ مشرق وثري بروح المبادرة والتنافس والريادة، لاستكمال بناء هذا الهرم التنموي العملاق، وصولاً إلى القمة إن شاء الله، مستجيبين لنداء وطن لم يبخل عليهم يومًا بالدعم والعطاء، وتحقيقاً لتطلعات قيادة سبّاقة لكل ما فيه الخير لبلدنا المعطاء، آخذين في الاعتبار خمس مزايا للحاضر تضمن استدامة النماء في المستقبل، وهي استثمار الموارد المعدنية المتوفرة في جازان، ومشروع مصفاة أرامكو في جازان، التي ستكون نواة المدينة وقلبها النابض، ويةعد من بين أضخم أربعة مشروعات تكرير أةنشئت خلال العشرين عامًا الماضية على مستوى العالم، بحجمه، وتقنيته المتقدمة، وطاقته الإنتاجية، وتكامله الهادف لتعظيم القيمة. فالمصفاة مصممة لمعالجة أكثر من 400 ألف برميل في اليوم من الزيت العربي الثقيل والمتوسط، وتوفر نحو5000 فرصة عمل لشبابنا السعوديين منه 1500 وظيفة مباشرة في أعمال المصفاة، التي ستوفر بدورها اللقيم للصناعات التحويلية، كما تأتي محطة توليد الطاقة، والتي تشمل على أول معمل في المملكة لتحويل سوائل البترول الثقيلة إلى غاز منقّى نظيف، باستخدام تقنية الدورة المركبة عالية الكفاءة، وستنتج هذه المحطة القياسية ما يربو على 4000 ميجاواط من الكهرباء، تلبّي احتياجات المصفاة والمدينة الاقتصادية، ومن ثم تصدير حوالي2600 ميجاواط لشبكة الكهرباء الوطنية. وبذلك ستتوفر الطاقة بطريقة اقتصادية وبجودة واعتمادية عالية لمشاريع المدينة الاقتصادية المعتمدة على الطاقة، مما سيؤدي إلى نمو الصناعة في مجمع يتسم بالكفاءة، ويستفيد من فرص التكامل بين مرافق التكرير وتوليد الطاقة في مكان واحد.