جازان - أحمد حكمي:
أكد لـ«الجزيرة» المحلل الاقتصادي فضل البوعينين نجاح منتدى جازان الاقتصادي بشكل كبير في تحقيق أهدافه القائمة على إيصال المعلومة الشفافة والدقيقة، وطرح الفرص الاستثمارية، حيث جمع عددا من قيادات القطاعات الحكومة وقطاع الأعمال ليستعرضوا الفرص التي تقدمها مدينة جازان الاقتصادية، ووضع أسس التعاون بين القطاعين العام والخاص وطرح الفرص الاستثمارية التي يمكن أن تتولد عن استثمارات أرامكو الضخمة في قطاعي التكرير وإنتاج الطاقة إضافة إلى توفر الفرص التجارية المرتبطة بالميناء الضخمة. وأضاف البوعينين: «أعتقد أن المنتدى قدم رؤية استثمارية شاملة وواضحة ربما كانت خارطة طريق للمستثمرين المحتملين وكذلك الحضور المتنوع والمكثف من الداخل والخارج.
وبيّن البوعينين بأن حرص الأمير محمد بن ناصر؛ أمير منطقة جازان، على التواجد والاستماع لغالبية المتحدثين وهذا أمر أعطى المنتدى زخما يستحقه ولا شك، كما أن المشاركين من أصحاب السمو الأمراء وأصاحب المعالي الوزراء كان لهم دورا كبيرا في إنجاح المنتدى إضافة إلى إدارته المتميزة. وقد تم إيصال الرؤية الاستثمارية بوضوح وقد لمست من بعض المستثمرين رغبة في بدء دراسة استثمارات صناعية محددة وهذا أمر مفرح ولافت.
وأردف المحلل الاقتصادي: تتمتع المملكة بالأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، وهي من الدول القليلة التي تحصل على تدفقات استثمارية خارجية وجزء من محفزات الاستثمار الأمن والاستقرار لذا اعتقد أن هذا الجانب محفز للاستثمار في المملكة وجازان على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن جازان تمتلك مقومات الاستثمار الرئيسة؛ وإذا ما أضفنا لها برامج التحفيز الحكومية فيتكون لدينا تنوعا من المحفزات التي تجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية على حد سواء. توفر المواد الأساسية الطاقة الموارد البشرية الكفؤة والجادة والمتميزة والتمويل الحكومي إضافة إلى الميناء الذي يمكن أن يخلق بيئة استثمارية من الدرجة الأولى.
وتمنى البوعينين أن يكون في جازان منطقة حرة تسهم في دعم التجارة والاستفادة من الميناء الذي يعتبر الأقرب من دول القرن الأفريقي والقطاع التجاري قادر على أن يحقق لمنطقة جازان والمملكة قفزة نوعية غائبة عنا حتى اليوم ولو بدأنا في المنطقة الحرة لكان ذلك ادعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في منطقة جازان، مبينا أن نمو المدن الاقتصادية يعتمد على أمرين رئيسين الأول الدراسات العلمية التي بني عليه قرار إنشاء المدينة والإستراتيجية والثاني جهة التنفيذ. لذا تعثرت مدينة جازان ولكن بعد أن تم إسنادها إلى أرامكو انتعشت وأوشكت على الانتهاء بإذن الله فالمدن الاقتصادية يجب أن تقوم على رؤية استراتيجية وخطط تنفيذ محكمة تسهم في إنجاحها كما حدث في الجبيل وينبع والآن في جازان ومالم يحدث هذا فمصيرها الفشل.
وعن إسهام أسعار النفط الحالية في تأجيل بعض أحلام التنمية الاقتصادية على مستوى المدن وتحجيم استثماراتها الداخلية والخارجية قال البوعينين: لا اعتقد ذلك فالمؤكد أن انخفاض الأسعار سيتسبب في ضبط الإنفاق إلا أن الإنفاق التنموي لن يمس خاصة مع وجود احتياطيات مالية ضخمة، مبديا اعتقاده بأن انخفاض الأسعار يجعلنا أكثر واقعية في التعامل مع المشروعات التنموية وأكثر حرصا على دقتها وكفاءتها. من جهة أخرى تعتبر السوق السعودية متخمة بالسيولة التي تحتاج الى من يوجهها. وبذلك يمكن أن تكون سوق الصكوك والسندات البديل الأمثل لمواصلة التنمية الاقتصادية وفق آلية مختلفة في التمويل. وبيّن البوعينين أن التمويل لن يكون مشكلة في السعودية بل المشكلة في الرؤية المستقبلية وخلق المشروعات وإدارة السيولة ووضع الخطط الاستراتيجية التنموية بعيدة الأمد وهذه مسؤولية الحكومة ومجلس الاقتصاد والتنمية على وجه الخصوص. وقال: إن ارامكو السعودية نجحت بكفاءة في إدارة مشروع المدينة الاقتصادية ومنتدى جازان الذي كشف ملامح جازان والفرص الاستثمارية المتاحة فيها.