يشتمل كتاب صوت من الخليج تأليف د. غازي القصيبي على مقالات نقدية كتبها القصيبي عن بعض الدواوين والكتب، ونشرت قبل سنوات في المجلة العربية.
وجاء في المقدمة: هذا الكتاب محاولة لإيصال الصوت الخليجي الثقافي إلى العرب في العالم العربي الكبير..
ومما كتبه الراحل هذه الفقرات:
الشاعر البحريني علي الشرقاوي لم يجد حتى الآن ما يستحقه من عناية النقاد ومتابعة القراء.
في قصائده أثناء أزمة الخليج نجح في أن يفلت من قيود التقريرية والخطابية وأن يكتب أدباً سيبقى بعد أن تذهب الأزمة وكل آثارها..
يقول الشرقاوي:
من يقدر أن يسرق مني
زرقة هذا البحر
وروحي ساحلها
وعواصفها كالضحكة
في ميناء الفم
من يقدر أن يسحب مني
هذي الأرض
وقلبي معدنها
وطراوتها هم الهم
من يقدر أن يفصلني عن وطني
من يقدر أن يفصل ما بين النبضة والدم
* * *
* نحن قوم لا نقرأ لأن أنظمة وأساليب التعليم في الوطن العربي عموماً لم تؤصّل حب القراءة في نفوس الطلاب ولم تساعد الشباب على الوصول إلى المعرفة بأنفسهم.
هذا ما يقوله الدكتور محمود محمد في كتابه (ثقوب في جدار التخلف).
* * *
* بدأ عجابي بالأستاذ محمد حسين زيدان عندما كنت مدرساً في الجامعة أغادر المنزل قبل السابعة صباحاً، وأبدأ رحلتي من خريص حيث كنت أسكن إلى حي عليشة، حيث كنت أعمل مع بداية حديث صباحي للزيدان ينساب عبر مذياع سيارتي وينتهي مع وصولي إلى باب الكلية.
أصبح هذا الحديث عبر سنوات جزءاً من برنامجي اليومي.. وكان المتحدث ينتقل من فن إلى فن فتارة يتكلم عن الأدب، وحيناً يعرج على التاريخ، وقد يتحدث عن السنة المطهرة، وقد يتناول قضية من قضايا الساعة، وقد يطارد خاطرة عابرة.
كان المضمون يشد المستمع، إلا أن الصوت كان مصدر الجاذبية الرئيس.. كان بنبراته الهادئة الواضحة المهموسة صوتاً مريحاً في عالم يعج بالأصوات المنكرة.
* * *
* القصة القصيرة في رأيي فن صعب جداً..
لماذا؟
لأن القصة القصيرة يجب أن تتضمن في صفحات قليلة (سالفة) لها بدايتها ونهايتها، ولها عقدتها.. ولها شخصياتها وأنا أقرأ الكثير من القصص القصيرة..
ولا أعجب بقصة قصيرة.. إلا فيما ندر..
معظم ما يُسمى قصصاً قصيرة في الأدب العربي المعاصر هو في الحقيقة مجرد خواطر..
والخواطر قد تكون أدباً رائعاً بالغ الروعة، ولكنها ليست (سالفة).