جلّ المصاب وصمّت الآذانُ
وهوى لهول حلوله ثهلان
خطب ألمّ فأظلمت من هوله
أرض الجزيرة واختفى كيوانُ
رحل الزعيم الفذ والملك الذي
ناحت لهول مصابه الأكوانُ
ملك عظيم الشأن خير صفاته
صدق وبذل زانه الإيمانُ
جمّ التواضع زيّنته مهابة
صافي السريرة ملؤه التحنانُ
قاد البلاد بحكمة ورويّة
فانزاح خوف واستتب أمانُ
من مثل عبد الله في إحسانه
بخلت بمثل صفاته الأزمانُ
من مثل عبد الله كان أباً لنا
يرعى الجميع وكلنا أعوانُ
كان الكريم المرتجى في أمة
باتت يسوس أمورها العدوانُ
كان المدافع عن حماها في الورى
وكذاك فعل جدوده مذ كانوا
يسعى لعزتها ويرأب صدعها
ما كَلَّ يوماً والكريم معانُ
عاش الحياة بعزة ومضى بها
ما نابه في الحالتين هوانُ
فعليه رحمة ربنا فياضة
وجزاؤه يوم الحساب جنانُ
وعزاؤنا في فقده أن قادنا
أسد العقيدة صنوه سلمانُ
ملك له في المكرمات سحائب
تهمي بما تحيا به الأوطانُ
إن ناب خطب في البلاد فإنه
للشعب في ثوب التقى معوانُ
جمع القلوب على المحبة حسبة
فنما الصفاء وماتت الأضغانُ
فرعاه رب العالمين فإنه
عز البلاد وغيثها الهتانُ
شعر / د. سفير بن خلف بن متعب القثامي