لوس أنجليس - (رويترز):
قال مخرج فيلم «تمبكتو» الذي يروي قصة احتلال متشددين إسلاميين موالين لتنظيم القاعدة بلدة في صحراء مالي عام 2012 إن ترشح الفيلم لإحدى جوائز الأوسكار يجب ألا يخفي حقيقة الحاجة لترسيخ أقدام السينما القادمة من غرب إفريقيا. وحصل «تمبكتو» للمخرج عبدالرحمن سيساكو على جائزتين من مهرجان كان السينمائي وسبع جوائز من مهرجان سيزار الذي يوازي جوائز الأوسكار في فرنسا إلا أنه لم ينجح في اقتناص جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي الذي رشح له.
ويستعرض الفيلم كيف قاوم سكان البلدة القديمة التي لها تاريخ في تعليم الإسلام الحكم المتعنت الذي فرضه المتشددون والذي تضمن تحريم الموسيقى وكرة القدم ورجم المتهمين بالزنا.
ورغم احتضان المنطقة مهرجان فيسباكو السينمائي الذي يقام كل عامين في بوركينا فاسو وصناعة السينما في نيجيريا «نوليوود» التي تنتج مئات الأفلام إلا أن سيساكو دعا قادة غرب إفريقيا لبذل مزيد من الجهد من أجل ترويج صناعة الأفلام في منطقتهم. وقال سيساكو الذي ولد في موريتانيا لرويترز متحدثا من الولايات المتحدة «الترشح أمر عظيم للقارة ولموريتانيا.. لكن لا يمكنك القول إن السينما ترسخت كصناعة لمجرد أن هناك مهرجانا يقام».
وأضاف «عندما يكون لديك دول تنتج فيلما كل عام أو فيلما كل ثلاثة أعوام وهو واقع الحال في الدول الافريقية فالسينما لم تترسخ بعد بشكل جيد». وقضى سيساكو بعض سنوات تعليمه المدرسي في مالي.
وبعد أن استقر في فرنسا ركزت معظم أعماله على افريقيا وقضايا من أنحاء القارة.
وصور «تمبكتو» في الصحاري الشرقية لموريتانيا بالقرب من الحدود مع مالي, حيث تفرق الإسلاميون في مطلع 2013 بعد تدخل عسكري فرنسي إلا أنه لا تزال تقع هجمات متفرقة في إطار استجماع المتشددين قواهم.
وحمت قوات الأمن الموريتانية طاقم عمل سيساكو لكنه يقول إن السينما والثقافة بشكل عام لا تزال قضية ثانوية للحكومات في أنحاء المنطقة. وقال «هناك غياب للرؤية السياسية في كل الدول تقريبا.
ولا خير في مكان ليست به ثقافة».
ويسلط الفيلم الضوء على أفراد لا يخشون التحدي ويبرز تناقضات الإسلاميين. إمام يقاوم تفسير الإسلام الذي يفرضه مزيج من مسلحين أجانب ومحليين وبائعة سمك ترفض ارتداء القفاز المفروض عليها.
وصبية يلعبون مباراة كرة قدم بكرة متخيلة لأن هذه الرياضة محظورة. وفي المقابل يدخن أحد الإسلاميين سيجارة في السر خلف تل رملي فيما يتناقش آخرون بشأن مهارات كار لاعبي كرة القدم.