نظرية الذكاءات المتعددة تعتبر من أبرز النظريات المستخدمة حالياً في التربية والتعليم التي وضعها هاورد جاردنر ونشرها في كتابه (أطر العقل).
تفيد النظرية أن الانسان يتمتع بعدد من الذكاءات المتنوعة لقدرات متعددة، ولو فقد واحدة منها يوظف ما تبقى وفقاً لقدراته، وتختلف درجة النوع الواحد من إنسان لآخر.
وقد عرض المؤلف لأنواع الذكاءات التي يتمتع بها كل إنسان في المجالات التالية:
1- الذكاء اللغوي.
2- الذكاء المنطقي أو الرياضي.
3- الذكاء المكاني.
4- الذكاء الحركي (الجسمي).
5- الذكاء الموسيقي والصوتي.
6- الذكاء الاجتماعي.
7- الذكاء الشخصي.
* هذه النظرية تدلنا على أن هناك أنواع متعددة من الذكاء والتميز والقدرة والموهبة يمكن للفرد أن يجد نفسه في بعضها ويبدع ويتفوق فيها بحسب توفر البيئة المحفزة من الوالدين والمعلمين والأسرة والمجتمع.
* من الخلل المعرفي والقصور التربوي في الأسرة والمجتمع والمدرسة والجامعة حصر الموهبة والتميز في جانب واحد ومجال محدد وهو الدراسة والتعلم والشهادة والتقدير فساهمنا في تحجير العقول وتحجيم المواهب وقصر الذكاء وحصر التميز في قوالب اجتماعية قد لا تتوافق مع المعطيات الذاتية والخصائص العضوية والقدرات العقلية والأوضاع النفسية والأحوال البيئية للطلاب والطالبات.
* الفطر السليمة والعقول الصحيحة والشرائع الإلهية قررت التمايز والتفاوت والفرق والاختلاف في الجنس البشري بنوعيه بل بين أفراد الأسرة الواحدة والعائلة الصغيرة قال جل وعلا {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (21) سورة الذاريات. قال ابن عباس: يريد اختلاف الألسنة والصور والألوان والطبائع.
وقال تعالى {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} (165) سورة الأنعام. أي: خالف بين أحوالكم فجعل بعضكم فوق بعض في الخلق والرزق والمعاش والقوة والفضل.
* في الواقع النبوي تعامل المربي الأول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه وأتباعه على هذا المبدأ الأصيل والأساس القويم فوزع المهام وقرر الأعمال بناء على تنوع المواهب واختلاف القدرات فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياءً عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وأفرضهم زيد، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة} رواه ابن ماجه.
* من الإجحاف بالنفس والظلم للذات وضعها في غير موضعها وتكليفها فوق طاقتها وتوظيفها في غير مجالها واستسلامها لأعراف اجتماعية ومفاهيم عرفية وتقاليد تواضعية دون تأمل وتفكير أو نقد وتمحيص لتغيير الواقع وتصحيح الوضع وتقويم المفاهيم وتوجيه الأفكار لصناعة مجتمع أفضل وجيل أسعد.
* من الواجب علينا كأفراد أن نتعرف على مواهبنا ونتفهم إمكاناتنا ونوظف قدراتنا ونسخر طاقتنا دون استعلاء وتكبر على الآخرين ولا انغماس وانصهار في شخصيات المبدعين ولا تنقص وازدراء للنفس والذات (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم).
* من الضروري علينا كمربين أن نستمتع بأولادنا ونفرح بأبنائنا كما هم بمواهبهم وقدراتهم دون مقارنة بالآخرين أو مساواة بين المختلفين (اتقوا الله واعدلوا في أولادكم).
* من خلال هذه النظرية الواسعة للفلاح والمفهوم الشامل للنجاح والمعنى المطلق للتميز نستطيع أن نصف كل عامل ومجتهد وكل فاعل ومثابر من الصغار والكبار والرجال والنساء في كافة ميادين الحياة النافعة ومسارات العمل المفيدة بأنه من الناجحين الفائزين الغانمين المفلحين
(اعملوا فكل ميسر لما خلق له).