سمع العالم ورأى الحادث الأليم والفعل الشنيع والغدر الأثيم على المنفذ الشمالي في جديدة عرعر والذي أدى إلى استشهاد ثلاثة من رجال الأمن.
إن من يقرأ ويشاهد الذي حصل يعلم تمام العلم أن المتربصين لهذه البلاد والحاقدين عليها يتمنون النيل منها بشتى الطرق والوسائل.
ومن وسائلهم تضليل الفكر وطمس الهوية الإسلامية الصحيحة وتسفيه العقول وأدلجتها لتخدم مخططاتهم لهدم الإسلام وأهل الإسلام في أرض السلام والإسلام.
ورغم محاولاتهم في زج أحداث الأسنان وصغار السن أو أصحاب التدين المنقوص ممن تلبسوا بالدين وهم جهال واتخذوا ممن في الخارج قادة لهم إلا أنهم - وبإذن الله - لن ينالوا من استقرار هذا البلد المبارك ولن يزعزعوا قيد شبر من أرضنا وأهلنا وقيادتنا... وأمننا بإذن الله كالصخرة الصامدة التي تتكسر عليها كل هجمات الظلم والطغيان والإرهاب، وها هم صرعى وقتلى، فإلى متى هم في غيهم يعمهون..!! وعن الجادة منحرفون..!! نعم قد انتكست فطرتهم وانمسخ دينهم وغُسلت عقولهم وأصبحوا متوحشين حتى على أنفسهم قبل غيرهم.
جاءوا لكي يغدروا بمن قال (لا إله إلا الله محمد رسول الله)... جاءوا يقاتلون بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي، ماذا يريدون؟.. وعمّاذا يبحثون؟!.. وماذا يحررون؟!.. وأي جهاد ينشدون؟!.... كذب وزور.... ومرض وجنون.... وإرهاب غادر.... وفكر آثم.
وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (يخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم.
إن اجتثاث هذا الفكر ومحاربته من أوجب الواجبات، ومن العدل الذي أمر الله به، ومن الجهاد الذي يحفظ به الدين. فعلى المحاضن التربوية (الأسرة - المسجد - المدرسة) أن تقوم بدورها الرائد في توجيه الأبناء وإشاعة القيم النبيلة التي حث عليها الإسلام، من الصدق والحب والتسامح والتعامل مع الآخر بالعدل ونية الخير للعالم.
علينا أن نكون يداً واحدة وأن يكون لدينا الوعي بأن وطننا أمانة وأن الحفاظ على الوطن حفاظ على الدين وعلى الشريعة، حفاظ على العرض، حفاظ على الأخلاق، حفاظ على الناس، حفاظ على الحياة.
إننا كمؤسسات حكومية وأهلية وفردية نستطيع أن نلمّ شعث بعضنا، وأن نقيم معوجاً ونرشد ضالاً وندعم متعثراً ونعلم جاهلاً من خلال التدريب والتوظيف والتوجيه والإرشاد والبرامج المتنوعة، والتي من شأنها أن تعالج جانباً مهماً في حياة أجيالنا قبل أن تسبق إليهم يد الردى والانحراف.
شكر الله لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي عهده الكريم، والشكر موصول لوزير الداخلية وجنودنا البواسل على الجهود المبذولة وعلى ما يجدونه في سبيل أمن هذا الوطن المبارك وأمن مواطنيه الكرام والدفاع عن حياضه ومكافحة شر الأعداء الظاهرين والباطنين من المنافقين وأصحاب الزيف والكذب والخداع.
ورحم الله شهداءنا وغفر لهم وتقبلهم عنده في منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
- مدير المجمع التعليمي بجامعة الملك سعود