نُورٌ على وَجَنَاتِ الفَجْرِ يَنْسَكِبُ
يَرْوي مِنَ الفَخْرِ ما لَمْ تَرْوِهِ الكُتُبُ
هذي يَمِينُكَ يَا سَلْمَانُ قدْ كَتَبَتْ
وفِي يمِيِنكَ ما يَمْحُو ويَنْكَتِبُ
يَدٌ تَمُدُّ إلى رَبِّ السَّمَاء يَدَاً
ورَايةٌ لِرَسوُلِ الله تنتسِبُ
مَشَى بِها الأسَدُ المَيْمُونُ فانْتَصَرَتْ
لهُ القَبَائلُ وانْقَادَتْ لهُ العَرَبُ
عَبْدُ العَزِيزِ الذَّي أوْلاَكَ نَخْوَته
فسِرُّه في هَوَى عَينَيكَ يَلتهب
بَنَى لكَ المَجْدَ في العَلْيَاءِ فانْطَلَقتْ
بَنُو أبِيكَ عَلى هَامَاتِها السُّحُبُ
هُمُ المُلُوكُ وهذا الدَّهْر ينْدُبهُمْ
فَمِنْ سُعودٍ لِعَبْدِ اللَّه، يَنْتَدب
حتى أهَلَّ عَلَيْكَ المُلْكُ مُنَتِصَباً
ورايةُ المُلْكِ في كَفَّيكَ تَنْتَصِبُ
وكَمْ عُهُوُدٍ تَجشمتَ الوَفَاءَ لَهَا
فأنتَ في النَّائِباتِ الصَّامِدُ الصَّلِبُ
وشَعْبكَ اليَومَ يَرجوُ فيكَ مطمحه
يا من عقدت بحبل الله ما يجب
يبَايِعُونَكَ في أعْناقِهِمْ ذِممٌ
إليَك بالدِّينِ تَسْمُو حِينَ تَقْتَرِبُ
عَزَمْتَ لِلأمر والأحْدَاثُ مَافَتَِئتْ
تَبْلـُو عَزِيمتَكَ الكُبْرَى وتَحْتَرِبُ
ورَايَةُ الدِّيِنِ مَا أُوُرِثتَ مِنْ سَبَبٍ
ورَايَةُ الدِّينِ في الدُّنْيَا هي السَّبَبُ
لِمَجْدِ آبائِكَ الغُرِّ الذَّينَ بِهمْ
تَصَرَّمَتْ عاديَاتُ الدهرِ والرِّيَبُ
قَامُوا لها في لهِيبِ الحَرْبِ فانْطَفَأتْ
مَوَاقدُ الفِتَنِ السوداء والشَّغَبُ
وكَمْ أصالوا على أرْضِ الوَغَى فَرَسَاً
وكَمْ رِكابٍ علَى آثارِها رَكِبُوا
وكَمْ تَعَالَتْ بِخَيلِ الله رَايَتُهُمْ
وكَمْ شَهِيدٍ إلى سَاحَاتها ندَبوا
تَسَيَّدُوا النَّاسَ بِالإحْسَانِ فانْحَسَمَتْ
عواقبُ السُّوُءِ للإحْسَانِ تنقَلِبُ
مَضَوا مَيَامِينَ ما خابت مآثرهم
وأوْرَثوكَ مِنَ الأمْجَادِ مَا كَسبوا
وقد لبست لباسا كم سموت به
حتى علوت مقَامَاً دُونَهُ الرُّتَبُ
هَذِي بِلاَدُكَ يا سَلْمَانُ قَدْ صَدَقتْ
وتِلكَ آباءُ صِدْقٍ، قَطُّ، مَا كَذَبوا
وأنْتَ مِنْهُمْ سَلَيلٌ طَابَ مَعْدَنُه
وسَيِّدٌ في عرين المُلْكِ مُنْتَخَبُ
وتِلْكَ آثَارُهُمْ في الدَّهْرِ بَاقِيَةٌ
يُجِدُّ مِنْكَ على آثَارِهَا الطَّلَبُ
لَكَمْ تَعَلَّمْتَ مِنْ أيَّامِهِمْ عِبَرَاً
وكَمْ حذقت مِنَ التَّارِيخِ مَا كَتَبُوا
نهَلْتَ عَنْهُمْ علَوُمَ العَارِفِينَ بِهِمْ
وفَيْضُ عِلْمِكَ دَفـَّاقٌ ومُنْسَربُ
سِوَاكَ يَمْشِي ويَكْبُو نَحْوَ غَايَتِهِ
وأنْتَ سَلْمَانُ للعلياء كم تَثِبُ
حتَّىَ بَلَغْتَ ذُرَى الآفاق مَنْزِلةً
وتِلكُمُ الغَايَةُ الكُبرَى لِمَنْ تَعِبُوا
أمْسَتْ بِلادُكَ بالْخَيرَاتِ عامرةً
ومَنْزَعُ الشَّرِ مَقْطُوعٌ ومُغْتَرَبُ
بَنَيْتَ فِيهَا رِيَاضَ الخيرِ فاْئتَلَقَتْ
كَنَجْمَةٍ في سَمَاءِ اللَّيْلِ تَلتَهَبُ
وزانَهَا مِنكَ إبدَاعٌ لَمَسْتَ بِهِ
سِحْرَاً مِنَ الفَنِّ في آياتِه العَجبُ
مَا كَلَّ مِنكَ بِناءٌ نَحْوَ رِفْعَتِهَا
وفي يَمينك نهر الخير مُنْسَكِبُ
ولَمْ تََزلْ زِينةَ الأبْصَارِ صُورَتُهَا
وما تزالُ رمالاً لَوْنُهَا الذَّهَبُ
هِي الرِّيَاضُ كَمَا طِيِبِ الرِّيَاضِ شَذَىً
وأنْتَ سَلْمَانُ مَنْ طَابَتْ بِكَ الحِقَبُ
شعر الدكتور/ محمد بن علي الحسُّون - وكيل جامعة الملك خالد