في جميع الأزمنة والعصور والبلدان هنالك نماذج ثرية لإسهام كليات التربية في تطوير العملية التعليمية فمنذ أربعة عقود من الزمن اضطلعت كلية التربية بجامعة الملك سعود العريقة بنشأتها وانجازاتها المتعددة بمهمة تطوير الجامعة على وجه الخصوص ونظام التعليم العالي السعودي على وجه العموم، من خلال تنظيمها لمؤتمر وطني عن رسالة الجامعة.
أما اليوم فإن كلية التربية بجامعة الجوف الناشئة في تاريخ تأسيسها، والكبيرة في آمالها وطموحاتها تواصل المسيرة التطويرية من خلال تبنيها لمؤتمر دولي عن تطوير الأداء الأكاديمي في مرحلة زمنية لا يختلف اثنان حولها في صعوبة وتعدد التحديات والمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية من جهة وتسارع التطورات العلمية والتقنية من جهة أخرى على الصعيدين الوطني والدولي.
من هذا المنطلق تصبح قضية تطوير الأداء في المؤسسات التعليمية سواء كانت على مستوى التعليم العالي أو على مستوى التعليم العام مسألة حتمية واستراتيجية تتطلب أعلى درجات التنسيق والتكامل، ولعل توجه القيادة الرشيدة بدمج هذين النوعين من التعليم تحت مظلة واحدة والذي يعد خطوة رائدة في الاتجاه الصحيح، يستتبع بالاعتراف بالدور المحوري القيادي الذي ينبغي أن تقوم به كليات التربية في تحقيق التطوير الشامل للتعليم بمختلف مستوياته وانماطه ومكوناته.
إن تطوير الأداء سواء أكان أكاديمياً على مستوى الجامعات والكليات أو تعليمياً على مستوى المدارس وما يعادلها من مؤسسات ما قبل التعليم الجامعي، ما هو الا عبارة عن الارتقاء بمستوى أداء تلميذ المرحلة الأساسية منذ الطفولة وحتى يصبح طالباً ثانوياً أو طالباً جامعياً من جهة، والارتقاء بأداء المعلم أو الأستاذ الجامعي من جهة أخرى في ظل بيئة إدارية وتعليمية متعلمة وداعمة ومحفزة.
أسمى آيات الشكر والتقدير لجامعة الجوف وكافة منسوبيها على هذه المبادرة الرائدة التي تمثل إضافة نوعية في مسيرة تطوير الأداء الأكاديمي والتعليم على حد السواء في مملكتنا الحبيبة.
أ.د. عبد الرحمن بن أحمد صائغ - أستاذ إدارة الجامعات والتخطيط الإستراتيجي واقتصاديات التعليم - رئيس تحرير المجلة السعودية للتعليم العالي