الدمام - فن:
قال مدير مهرجان أفلام السعودية أحمد الملا، أن صناع الأفلام السعودية، هم نخيل هذه الأرض، وأجمل ما يعبر عنها، بدأب وإصرار يطلعون، فرادى الإبداع، يحفرون الهواء نحو سماء شاهقة أبدا، لولاهم ما تحركت الصورةُ من مكانها، لولا بصيرتكم لبقي المشهد عابراً ورتيباً، لولاهم ما نبت المهرجان، حماسهم دفعنا، إنتاجهم حرك الساكن فينا، إقبالهم الشجاع أضاء لنا ودلنا على الطريق؛ كل واحد منهم.. كل واحدة منهن، أنتم المهرجان، جاء ذلك في افتتاح المهرجان في دورته الثانية الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام، مساء الجمعة في قاعة مشاعل الخير في الدمام.
ويضيف الملا أن الأفلام تدافعت على موقع المهرجان الإلكتروني بمجرد الإعلان عنه، وبلغت 104 أفلام، في ظرف 30 يوما، هي فترة التسجيل، 74 سيناريو غير منفذ، 140 طلبا على ورش التدريب، 400 متطوع ومتطوعة، معيدا المهرجان تكريم شخصية فنية رائدة، مثلما كرم مخرج أول فيلم سعودي الأستاذ عبدالله المحيسن في دورته الأولى، نكرم الليلة شخصية رائدة، نعتبرها تجسيدا فعليا لحوار الحضارات.
وأوضح رئيس مجلس ادارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي، أن صنّاع الأفلام السعوديون حققو حضوراً قوياً في المهرجانات العربية والدولية ويحصلون على جوائز، وكان ولا يزال عدد كبير منهم ينشرون محاولاتهم الواعدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقبل ذلك بزمن وضع الرواد اسم المملكة على خارطة السينما العالمية بمجموعة من الأفلام الجادة مثل أعمال الرائد عبدالله المحيسن بمجمل أعماله الروائية والتسجيلية، أو الاختراقات التي حققتها هيفاء المنصور في المحافل الدولية بفيلمها الروائي «وجدة»، هذه الإبداعات لم تنبت من فراغ، فحتى أزهار ربيع الصحراء تظل كامنة في الأرض تنتظر المطر لتعلن عن وجودها وتنشر عبيرها، بذرة الإبداع لازالت حية تعلن عن وجودها وتحتاج من يتعهدها بالرعاية حتى تشق الصخور وتتحدى جفاف الأرض.
ولذا كان لزاماً على الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بدعم كامل من حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام من أن تكون وفية لدورها كـ «حاضن للمواهب»، وأعلنت قبل أشهر قليلة عن إطلاق البرنامج الوطني لتطوير صناعة الفيلم بشراكة كاملة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي التابع لشركة أرامكو السعودية، وهذا البرنامج الذي بدأت مرحلته الأولى بتجهيز قاعات للعروض في ستة من فروع الجمعية، يتضمن عقد ورش ودورات تدريبية متخصصة في صناعة الفيلم مثل التي تعقد مترافقة مع هذا المهرجان، ونعمل على أن تبدأ المرحلة الثانية من البرنامج في منتصف هذا العام لتشمل بقية فروع الجمعية الستة عشر.
منوهاً أن الفيلم هو وسيلة سريعة النفاذ لإيصال الرسائل إلى المتلقي، وما لم يتمكن شبابنا وشاباتنا من امتلاك أدوات صناعته فإننا سنظل في مقاعد المتلقين للمحتوى الذي يصنعه الآخرون، بكل ما يحمله هذا المحتوى الوارد من مفردات لا تتفق مع ديننا ولا ثقافتنا ولا تناقش قضايانا. خاصة وأن هذا المحتوى يتسلل إلينا شئنا أم أبينا من مصادر متعددة وعلى منصات دخلت إلى جيوبنا وأصبحت في متناول أيدينا، راعيا كافة مكونات المجتمع من مؤسسات وأفراد علماء ومثقفين إلى مساندة الجمعية في مسعاها من خلال هذا البرنامج، كما أدعو الجامعات إلى الاهتمام بتطوير مناهج وأقسام تهتم بصناعة الفيلم والدراما، حتى نحتل المكانة اللائقة بنا وبديننا وثقافتنا في ساحة الحوار الثقافي العالمي.
وكرم البازعي والملا وبحضور مدير عام الجمعية وممثل عن السفارة الهندية في المملكة المخرج السعودية إبراهيم حمد القاضي والذي تعذر حضوره لظروفه الصحية مستلماً ابن عمه سلمان القاضي التكريم نيابة عنه، ومنحة النخلة الذهبية وكتاب يجسد تاريخه في صناعة الفنون في الهند، وعرض فيلما عن الشخصية المكرمة استعرض سيرته بإيجاز وعدد من مقابلاته التلفزيونية، بالإضافة الى تكريم الرعاة المشاركين في دعم المهرجان. وتم عرض فيلم الإفتتاح «فيما بين» للمخرج محمد السلمان، الذي أوضح أن الفرصة أتت لصناع الأفلام المنتظرة لعرض أفلامهم ودمج الفن البصري والسمعي في قالب واحد، وهو فيلم تجريبي يحكي قصة شخص يستيقظ عقله في ضباب الحيرة، ما بين القرارات، الانتماءات، الطاعة والعصيان، ليرى الشخص وجوده فيما بين.