(في لقائي به مساء أمس، كنت - وهذه ليست مجاملة- أتحدث معه عن قرب، هو أمامي بتواضعه وأريحيته، بإصغائه وسماعه للحديث، وبالتعليق والمداخلة، مع تفكيره بصوت مرتفع عن المستقبل البهي الذي ينتظر المملكة في عهد ملكها السابع سلمان بن عبدالعزيز، وكان انطباعي وأنا أغادر القصر أنني كنت أمام شخصية مبهرة لا يعرف المواطنون عنها إلا القليل، وهو تقصير إعلامي -ربما- من وسائل إعلامنا، وربما هي فلسفة تتواءم مع شخصية الأمير الشاب الذي نأى بنفسه طيلة السنوات الماضية عن وسائل الإعلام، وآن له الآن أن يتفاعل ويتعاون معها).
لقاء الأستاذ خالد المالك بوزير الدفاع رئيس الديوان الملكي والمستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وحديثه عن هذه الشخصية الشابة يُعزِّز ما قلته في مقالة سابقة وفي أكثر من تغريدة عبر تويتر بأننا ننظر إلى سمو الأمير محمد نظرة تفاؤل.. نظرة أمل في غد مشرق كون من اختاره سلمان بن عبد العزيز، وكون أعظم صفة يتصف بها الأمير محمد كما قلت في مقالة سابقة، كفاه فخراً أن يُقال عنه (البار) فقد عرفنا سموه باراً بوالده ملازماً له، صامتاً في حضرته منفذاً لأمره.
الوطن في حاجة لأبنائه المخلصين العاملين من أجل رفعته وسلامته ورخاء معيشته.. بحاجة إلى كل مخلص وفي جاد، سواء من الأسرة المالكة أو من عموم الشعب، وقد أحسن قائد المسيرة سلمان العطاء والبناء بهذه الاختيارات التي نتوسم فيهم الخير والعطاء والنماء لهذا الوطن.
كلام رئيس التحرير عن الأمير محمد بن سلمان وأنه لم يعرفه حق المعرفة (برغم كثرة لقاءاته به) إلا أنه من خلال هذه الجلسة الخاصة منح القارئ معلومة هامة عن هذه الشخصية الهامة، خاصة للذين لا يعرفونه عن قرب، قبل تعيين سموه سمعت من أحد الإخوة كلاماً جميلاً يوحي بأن الجد والحزم والإنجاز الهدف الأساسي عند محمد بن سلمان، فمما قال عنه أنه لا يستقر على كرسييه قبل أن يطلب جميع ما يطلب عرضه على ولي العهد - آنذاك - سلمان بن عبد العزيز وكان يقف يقرأ ويشرح ويوجه فوراً، مثل هذه الشخصية وفي هذا العمر سيكون الإنتاج كبير والتوفيق - بإذن لله- محقق، فالله سبحانه وتعالى وعد العاملين المخلصين الصادقين بالتوفيق.
أكتب هذه المقالة تعليقاً على مقال رئيس تحريرنا الأستاذ خالد المالك ليس تزلفاً ولا طمعاً فأنا كاتب حر لست موظفاً حكومياً يبتغي ترقية ولا منصباً، وإنما أصف نفسي كما وصفني يوماً أميراً مسؤولاً جليلاً بقوله تعليقاً على ما أكتب: أنت أصدق كاتب عرفته، وكفاني بهذه الشهادة فخراً، أقول ذلك لأثبت لنفسي هذا الحق الوطني الذي زهد فيه الكثير ألا وهو الإخلاص من أجل الدين والوطن، وكفى بذلك فخراً.
رئيس التحرير أقول ذلك وأنا والله لا أجامله صاحب نظرة ثاقبة في كثير مما يطرح، فهو الخبير بهذا التراكم من السنين والمخالطة للملوك والسلاطين.
أختم هذه المقالة بدعاء المولى القدير أن يبارك في أوقات العاملين المخلصين ويسدد آراءهم ويصلح أعمالهم، وأن يمد سمو الأمير محمد بن سلمان بعونه وتوفيقه ويصلح له بطانته ويبارك في عمله ووقته.
والله المستعان..
- إبراهيم بن سعد الماجد