عنيزة - عطاالله الجروان:
يمتاز المجتمع السعودي بصفات فريدة وجميلة تأتي متناسقة مع تعاليم الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى المحبة والألفة والاجتماع على قلب واحد. ويجسد المربي الفاضل الأستاذ علي الجطيلي، من أهالي عنيزة وولد فيها عام 1361هـ تلك الصورة واقعاً يتعايش معه يومياً ومنذ أكثر من أربعين عاماً. فهو يفتح مجلس منزله للزوار ثلاث مرات يومياً وعلى مدار العام، ويحظى المجلس بحضور لافت من مختلف فئات وشرائح المجتمع بكافة مستوياته وأعماره.
(الجزيرة) ومن خلال زيارة مسائية رصدت ذلك الواقع فلاحظت أن المجلس كان عامراً بالزوار، وفي ذلك يقول المربي الجطيلي: مجلسي هذا امتداد لما كان يفعله جدي ووالدي رحمهما الله، حيث كانا يخصصان مجلساً يومياً يحضره جميع فئات المجتمع من عنيزة وخارجها، وبعد انتقال عملي معلماً من مدينة جدة إلى عنيزة حيث إنني تخرجت من الكلية عام 1385هـ وانتقل عملي إلى عنيزة عام 1389هـ، وبعد عودتي إلى هنا قررت أن يستمر المجلس، وكانت الجلسات تبدأ من بعد العصر وحتى صلاة العشاء يومياً؛ وبعد إحالتي إلى التقاعد عام 1421 هـ أضفنا الجلسة الصباحية كل يوم عدا الجمعة.
وأضاف: يحضر المجلس مختلف فئات المجتمع، وفي الغالب يكون محور الأحاديث والطرح والمناقشات اجتماعياً وتثقيفياً وعرضاً لتجارب وقصص ناجحة، كما أن هناك تلمساً لأوضاع الفقراء والبسطاء من الناس ومساعدتهم، حسب ما يتم الاتفاق عليه من الأشخاص الموجودين.ويؤكد الجطيلي بأن مثل هذه المجالس فيها تأكيد على ترابط أبناء المملكة وقربهم من بعضهم في كل مكان، وأنها مجالس ومنتديات تتيح الفرصة للناس للالتقاء ببعضهم يومياً ويأنسوا بما يطرح فيها من أحاديث وتجارب.
ولله الحمد فالمجلس يحضره أدباء ومثقفون ودعاة وشعراء وتكون البساطة في الطرح هي شعار الجلسة، وهذا ساعد بأن يكون من بين الحضور شباب وصغار يستفيدون مما يطرح.
ويقول الجطيلي: إن عنيزة يوجد بها مجالس يومية منذ سنوات طويلة ولا تزال وتختلف في أوقاتها، وذلك مما يساعد الشخص في حضور المجلس الذي يناسبه من ناحية الوقت. فهناك مجلس المانع رحمه الله، ومجلس الجبري ومجلس الفهد ومجلس الحمدان ومجلس المعتاز وغيرها من المجالس، وهي عامرة ولله الحمد بزوارها يوميا، وهناك مجالس أسبوعية مثل مجلس محافظ عنيزة، وبعض الوجهاء والأعيان.
وكان من ضمن الحضور في مجلس علي الجطيلي شقيقه الأستاذ عبدالعزيز، وهو ممن يشاركون باستمرار في الكتابة بصحيفة (الجزيرة) بمقالات أدبية واجتماعية ؛ وقال: يعتبر علي الجطيلي مربياً وشاعراً منذ زمن بعيد، وكان يحيي احتفالات ناديي العربي والنجمة، ويؤلف المسرحيات والمنلوجات الفكاهية ويشارك في جميع الأنشطة المدرسية الاجتماعية والثقافية والتربوية، ولم ذلك عائقا أمامه لفتح مجلسه أمام الزوار في صباح ومساء كل يوم، وبابتسامة دائمة يرحب بزواره وضيوفه. كما أنه يحرص على متابعة جريدة (الجزيرة) يوميا.