موسكو - سعيد طانيوس:
ذكرت مصادر إعلامية أن عقود توريد أسلحة روسية إلى لبنان سيتم دفع ثمنها من الهبة التي قدّمتها المملكة لبيروت من أجل مساعدتها على مكافحة الإرهاب, باتت في مرحلتها النهائية بعد استكمال إجراءات توقيعها.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» الروسية عن مصدر عسكري في الجيش اللبناني قوله إن بدء توريد الأسلحة الروسية متوقف الآن فقط على الإجراءات المالية الخاصة بتسديد أقساطها، لافتاً إلى أن الصفقة لا تتضمن منظومات صواريخ «توس-1».
ويأتي هذا التركيز على راجمات الصواريخ من طراز «توس-1» ، بعدما أوردت وسائل إعلامية لبنانية في 18 فبراير الجاري أن لبنان رفض عرضاً روسياً بتزويده بهذه الصواريخ التي تتميز بقدرتها النارية العالية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن صفقة الأسلحة الروسية مع لبنان أنها تتضمن 250 صاروخاً من طراز «كورنيت» الذي أثبت فعاليته تماماً ضد الدبابات الإسرائيلية الأكثر تحصيناً مع 24 منصة إطلاق خاصة بها، و6 راجمات صواريخ يبلغ مداها 40 كيلومتراً مع 30 ألفاً من ذخائرها الصاروخية، في حين أشارت مصادر عسكرية لبنانية إلى إمكانية أن يحصل الجيش اللبناني من خلال هذه الصفقة كذلك على أنواع متطورة من المروحيات القتالية ومنظومات الدفاع الجوي، إضافة إلى إرسال موسكو إلى لبنان مستشارين للتدريب على هذه الأسلحة وللإشراف على إجراءات الصيانة والمراقبة. ويمكن القول إن صفقة الأسلحة مع روسيا تعكس سعي لبنان إلى تنويع مصادر تزويد جيشه بالأسلحة بعد أن كانت مقتصرة في معظمها على الولايات المتحدة وفرنسا.
ولعل دافع لبنان إلى مثل هذه الخطوة في الوقت الراهن، يتمثل في حاجته الماسة إلى تعزيز قدرات جيشه القتالية لمواجهة التحديات، خاصة بعد المعارك العنيفة التي خاضها الجيش اللبناني حول بلدة عرسال الحدودية مع سوريا ضد مسلحين ينتمون لتنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش»، إضافة إلى التهديد الذي يمثله تمدد تنظيم «داعش» المتطرف، ومحاولته خلق موطئ قدم له داخل لبنان.