في أعقاب خسارة الزعيم، لكأس ولي العهد كتبت الجزيرة بالخط العريض (بعشرة رجال.. الأهلي يبعثر الهلال) وعندما تتعمق داخل هذا العنوان، ستجد معاني ودلالات عدة، أولها الإشارة إلى الأداء الرجولي، الذي كان عليه لاعبو الأهلي، وإسقاط الوصف عن لاعبي الهلال، والذين لم يكن أداؤهم رجولياً، ليس في هذه المباراة فحسب، بل إنهم يفتقدون للعب الرجولي، والروح والإخلاص لفريقهم، منذ أربعة مواسم مضت!! أما بعثرة الهلال فحدث ولا حرج، فالفريق أصبح مبعثراً، للحد الذي بات جمعه وترتيبه، أشبه بالمعادلات المستحيلة الحل، وهذا الهلال الذي، خسر أمام فريق (منقوص) عددياً، ويغيب عنه أبرز نجومه الأساسيين، كان بالأمس هو من يجندل الخصوم، وهو بعشرة لاعبين، وصغاره انتصروا على الأهلي المصري الوحش الأفريقي الكاسر، وبطل أفريقيا 8 مرات، والمشارك في كأس العالم 5 مرات، وبكامل نجومه الدوليين، ويا ليت أن البعثرة اقتصرت على كرة القدم، فحتى الألعاب المختلفة طالتها البعثرة، وإدارة النادي، وأعضاء الشرف، وحتى الجماهير، سيصلها المدد، إن استمر الحال على ما هو عليه، فالرئيس استقال في وقت حرج، وفي منتصف الموسم، وقبله نائبه السابق يعتذر عن منصبه، يتبعهم رئيس أعضاء الشرف، وسامي المدرب الوطني يبعد، لعدم ارتقائه لطموح النادي، لكن خلفه الأجنبي ريجي، يقدم عملاً أسوأ بكثير، فضلاً عن إفساده للعمل الذي قام به، وإعادة الفريق إلى ما قبل المربع الأول، وبعدها يبعد هو الآخر!! وأعضاء الشرف منقسمون، ومبتعدون، يا إلهي.. ماذا يحدث في كبير آسيا؟؟ وكيف يعود، وهل بالإمكان أن يعود، وهل سيشفع له تاريخه بالعودة، أم يتنكر له كما فعل بغيره، وطوته ذاكرته عقوداً، في أرشيفها، ولماذا ابتعد وتراجع أساساً، وما هي العلة الحقيقية التي تضرب، بسياطها في كل جنبات النادي، وأفسدت الفريق، وفرقت الإدارة، وحولت الفريق من وحش كاسر، إلى حمل وديع لا يريد إلا السلامة!! البعض يتحدث عن علل فنية، تسبب فيها المدرب الحالي، أو المبعد بالأحرى، والبعض الآخر، تحدث عن المشكلات الإدارية التي ساهمت بشكل كبير، في إضعاف الفريق، وبعضهم قال بانهزامية اللاعبين، وعدم إخلاصهم، وفقدهم للروح، وهناك من ذهب حتى لمدير الفريق، وعدم امتلاكه للقوة الإدارية والشخصية، التي تخوله لشغل هذا المنصب، وآخرون ذهبوا أبعد بكثير، من كل أولئك وطالبوا بإبعاد مدير المركز الإعلامي، ولست أدري ما هي علاقة مدير المكز الإعلامي، بالشؤون الفنية!! وفي النهاية، لا أحد يشك في تقصير كل هذه الأطراف، ومشاركتها بل واتحادها في إضعاف الفريق، لكن ما الحل؟؟ هل هو بإبعاد كل هذه الأطراف، وإعادة الفريق إلى نقطة (الصفر) وإعادة بنائه من جديد!! وهل يعقل هذا، وهل يمكن عمله، ثم السؤال المحير، كيف تزامن التقصير والتخبط، بين كل هذه الأطراف في آن واحد؟؟ وهل هي مصادفة، أم أن هناك علة (خفية) داخل النادي، لم يتم اكتشافها حتى الآن، هي من عملت على إفساد عمل كل هؤلاء في نفس التوقيت، أما المفارقة الأعجب خلال الفترة السابقة، فهي تقديم الفريق أفضل مستوياته، طوال تاريخه، في قسمها الأول، وظهوره بأسوأ شكل وأداء ونتائج دونها تاريخه، خلال القسم الثاني، أعود لأختم، كما بدأت، يبدو أن حل معضلة الهلال، أشبه بمعادلة مستحيلة الحل.
- صالح الصنات