هل تساءلتم يوما لم لا يلعب الأطفال بالحديقة في هذا الوقت الحاضر؟ أو متى آخر مرة لعب فيها الأب مع ولده كرة القدم.. أو أي من الألعاب اليدوية الاخرى.
ثورة تطويرية.. تتعاقب وراءها نتائج عجيبة وغريبة «فقد أصبح أصدقاء أولادنا أو اخواننا الصغار بمعنى الكلمة «روبوت يبرمجه على حسب مزاجه ويلاعبه وكأنه يبادله المحبة.
ذهبت تلك الأيام الجميلة البسيطة.. عندما كان الايسكريم أبو ريال من أهم أهدافنا التي كنا نتعارك للحصول عليها في يومياتنا «فقد تعلق الأطفال بما ذكرناه من قبل الصديق الإلكتروني أو «الروبوت» تعلقاً شديداً.. لدرجة أنه بامكانه التلفظ بألفاظ بذيئة ومخالفة تربيته الحسنة إذا سحبت «الايباد أو الكمبيوتر من يديه فالوضع أصبح كالادمان المبكر لدى الاطفال والشباب أيضا، وقد تلاحظون بالاسواق أو الأماكن العامة ينشغل الأب والأم بمذكراتهم الاكترونية لدرجة انهم ينسون أن أطفالهم معهم. وكأنهم يدخلون في عولمة من الأرقام أو البرامج التي لا يمكن الخروج منها إلا إذا صفعه شخص.
وسأكون كاذبة إن قلت إنني ليست منهم .. بكل صراحة لا أذكر متى آخر مرة تواصلت بها مع أحد من أقاربي أو أصحابي تواصلا جسديا بمعنى أن أستطيع الامساك بيديه أو النظر مباشرة إلى عينيه بدون وجود حواجز وهمية، ولا أذكر آخر مرة خرجت فيها مع صديقتي إلى كوفي شوب لنتحدث عن مستقبلنا أو ماضينا أو ذكرياتنا.
وأتمنى أن أقول انه يمكن وضع حد له لكن للأسف لا أستطيع أن أقول ذلك، فوضع حد لهذا الموضوع بطريقة عقلانية لا يمكن حدوثه أبدا.
صحيح الجيل الاكتروني لديه السلبيات والايجابيات.. ولكن في هذه الفترة الحالية اصبحت السلبيات تتغلب على الايجابيات بنسبة أكثر من المعتاد وان تجاهلنا الموضوع سننحدر نحن كمجتمع وكفرد إلى أسوأ درجات الأسى، لذا أتمنى ان نتطور تطوراً عقلياً وثقافياً واجتماعياً وليس فقط الكترونيا «معا لحضارة أفضل».