الأحرف التي تقوم مقام عارض الصور الحركي عندما تتصادم لتصبح كلمات لننتقل من خلالها بإريحية عبر الزمن للبحث عن سبب لحالة معاصرة.. سببها نقطة مجهولة تقبع في خبايا العصور الأولى للإنسان.. فالأحرُف من أدوات اللغة واللغة هي إرث لحضارة ما.. يمتلكها شعب أو أُمه فإن من مقومات بقائها هو إلمامها بتفاصيل حياة الناس الكبيرة والصغيرة وشموليتها لاحتواء القديم والمعاصر وكل ما يطرأ من جديد في حداثة الإنسان وتقدمه المعرفي والاجتماعي والثقافي وقابليتها للمزيد.. ولأنّ وقتنا المعاصر يضج باللغات الحية ويحتفظ في أرشيفه بالكثير من اللغات الميتة والتي كثيراً منها ما تم العثور عليها في منحوتات أثرية.. ليبقى السؤال المنطقي: من أينَ ولدت هذه اللغات؟
وعندما نغوص في تلك العصور الأولى نجد البدائية في جميع نواحي الحياة..
ونجد أسئلة كثيرة عالقة لتطرح نفسها أمامنا في هذا العالم المعاصر.. قد لا نجد لبعض منها إجابة... وهناك أسئلة أخرى من الممكن أن نصل لها بالاستنتاج..!
فمن الأسئلة المستحيلة..!
ما هي اللغة التي كان يتخاطب بها أبونا آدم عليه السلام... وهل هي.. اللغة العربية.. أم.. أم...؟
وهل هي لغة واحدة أم أعلمه الله لغات عدة...!
ومن الأسئلة القابلة للاستنتاج..!
هو أنهُ إذا كانَ الرعيل الأول من البشر عندما لم يكن عددهم يتعدى المئات فإنه من المنطق أن يكونوا متجاورين في العيش في مكان واحد ومن الطبيعي أن تكون لغتهم التي يتخاطبون بها واحدة... إذاً كيف نشأت هذه اللغات المعاصرة المختلفة..؟!
هل هو انحدار لاختلاف لهجات من اللغة الواحدة سابقاً فنشأ عنها تحول للهجات متفرعة من لهجات منبثقة من اللغه الأم فأخذ أشكالاً عدة مع مرور الوقت والذي أعتقد أنه من أجل الوصول للغة جديدة مختلفة عن اللغة الأم يلزم مئات السنين ونشوء مجتمعات عدة يفصل بينها تباعد في المسافات يحول دون اختلاط بعضها ببعض من أجل أن تتحول لهجات اللغة الواحدة للغات أخرى خلاف اللغه الأم... وعلى ما يبدو لم يتبق من دليل يشير إلى أن اللغات المعاصرة نشأت من رحم لغة واحدة للإنسان الأول إلا ما علِقَ في العقول والقلوب لدى البشر في صفة الوالدين الاسمية التي ارتبط بقاؤها بالحب الفطري لدى الأب والأُم على مختلف أعراقِهم وألوانهم وأديانهم ولُغاتِهم والتي لطالما كانت حلماً لدى كل منهما على حده قبل الدخول في رابطة الزواج وأصبحت أُمنية بأن تقع في مسامعهم أجمل كلمات الحياة التي طالما كانوا ينتظرونها بتلهف من أطفالهم عندما يبدأون بالكلام لأول مرة لتتم مناداتهم بـ(مام.. و.. باب)... لذا من البديهي بقاؤها لأنها صادرة عن واحدة من زينة الحياة الدنيا.. والأُخرى التي تم ذكرها.. هي المال... ؟!!