بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
سعادة الأستاذ خالد المالك
أصحاب السعادة، ضيوفنا الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجتمع اليوم في (ملتقى اللغة العربية والطفل)، تعبيراً عن اهتمامنا بلغتنا العربية وبأطفالنا، فاللغة العربية هي لغة ديننا ولغة الثقافة والتراث وعنوان الهوية وأداة التواصل بين أبناء الأمة العربية.
وانطلاقاً من الشعور بالمسؤولية تجاه دعم اللغة العربية وتعزيز وجودها والعمل على مساندتها، وخصوصاً أنها تخوض الآن تنافساً حاداً مع اللغات الأخرى التي تُعد لغات العلم والتقنية المعاصرة جاء تنظيم هذا الملتقى.
إن اهتمامنا بدعم لغتنا العربية يتمثّل في جانبين: أحدهما أننا في جامعة الأميرة نورة نضع من أهدافنا تعزيز اللغة العربية بكل قوة لتكون لغة منتجة للمعرفة كما هو حال اللغات الأخرى، فنحن نحرص على الارتقاء بجودة ما ننتجه من دراسات وأبحاث باللغة العربية خاصة في المجالات العلمية.
أما الجانب الآخر، فهو الاهتمام بدعم لغة الأطفال العربية، فمن أساسيات الحفاظ على اللغة تعليمها للأجيال المتعاقبة بما يضمن أن يتقن الأطفال لغتهم الأم، وأن يقبلوا على تعلمها بحب واعتزاز، باعتبارها لغتهم الأولى الجديرة منهم بالتقدير والاحترام فأطفال اليوم هم بذور اليوم التي نتطلع إلى ثمارها في الغد، وهم الذين نعوّل عليهم في أن يحملوا مسؤولية الحفاظ على اللغة مستقبلاً، لتبقى مزدهرة عزيزة على الأبد.
وإنه لمما يشرف جامعة الأميرة نورة أن تكون حاضنة لكرسي بحث مؤسسة الجزيرة الصحفية للدراسات اللغوية الحديثة، الذي من أهدافه الرئيسية خدمة اللغة العربية وتعزيز مكانتها، وما ملتقانا اليوم إلا واحداً من نشاطاته الجليلة في خدمة هذه اللغة العظيمة.
إن الدور الذي يقوم به هذا الكرسي في خدمة اللغة العربية بالغ الأهمية، وذلك من خلال ما يقدمه من دعم للبحوث العلمية والمؤتمرات والندوات وورش العمل التي تخدم اللغة العربية في مختلف مجالاتها. فالشكر الجزيل لمؤسسة الجزيرة الصحفية على مبادرتها الوطنية الكريمة.
إن هذا الملتقى الذي يجمعنا اليوم مستضيفا عدداً من الباحثين والباحثات المعنيين بشأن اللغة العربية وتطورها. إنما يأتي في سياق اهتمام دولتنا الرشيدة بالاعتناء باللغة العربية والحرص على رعاية الأجيال الناشئة منذ مراحل طفولتهم المبكرة، سعيًا وراء تحقيق مستقبل آمن ومشرق لبلادنا الغالية.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يعيننا على تحقيق ما يأمله ولاة الأمر، ونطمح إليه من اهتمام باللغة العربية ورعاية الطفولة وخدمتهما معا.
وفي الختام أتقدّم بالشكر لسعادة الأستاذ خالد المالك على دعمه المستمر لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، كما أشكر سعادة الدكتورة نوال الثنيان أستاذ كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة، وجميع القائمين على أعمال الكرسي والأساتذة الباحثين والباحثات.
بارك الله سعيكم وكلَّل جهودكم بالتوفيق.
د. هدى بنت محمد العميل - مدير جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن