الجزيرة - حمود المطيري:
تواصل إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي تنفيذ برنامجها «الأسر المنتجة»، الذي يهدف بشكل عام إلى إكساب الأسر الفقيرة والمحتاجة مهارات العمل المهني والحرفي لإيجاد مصادر دخل لها تغنيها قدر الإمكان عن الحاجة، وتعوّدها على الاعتماد على الذات وغرس حب العمل والإنتاجية في نفوس أفرادها.
صرّح بذلك الأمين العام لإدارة الأوقاف الأستاذ عبدالسلام بن صالح الراجحي، مشيراً إلى أن هذا البرنامج يعد من البرامج التي توليها إدارة الأوقاف اهتماماً خاصاً، انطلاقاً من إيمانها بأهميته بعد أن أصبح في الوقت الراهن توجهاً حديثاً وخطوة إيجابية تسعى لها جميع قطاعات الدولة والمؤسسات الخاصة والخيرية للرفع من مستوى الأسرة معيشياً، وتنمية مقدرتها على العمل، رغبة في الاستفادة من الطاقات المعطلة في الأسرة؛ مما يساعدها في الاعتماد على نفسها، وتحويلها من أسر معيلة ومستهلكة إلى أسر منتجة ومشاركة في بناء المجتمع وتنميته، فالفقير سيظل فقيراً ما لم تتيسر له وسيلة إنتاجية تساعده على تحسين وضعه المعيشي، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال تدريب وتأهيل هذه الأسر على بعض المهن التي يمكن استيعابها بسهولة ويسر ليعود هذا البرنامج بفوائد مباشرة عليها، ويسهم في حل مشاكلها على المدى الطويل من خلال تنمية ثقافة الإنتاجية والعمل المثمر بدلاً عن الاتكالية والاعتماد على الآخرين، وهو توجيه نبوي كريم كما في الحديث الصحيح: (ما أكل أحد طعاماً خير من أن يأكل من عمل يده).
وأوضح الراجحي بأن إدارة الأوقاف تمتلك تجربة رائدة في مجال مشروعات الأسر المنتجة، إذ أسهمت حتى الآن بتدريب وتوظيف وتشغيل (565) مواطنة، بتكلفة إجمالية تصل إلى (6) ملايين ريال، وتقوم العاملات بعدد من المهام والوظائف أبرزها فرز التمور وتجهيزها وتغليفها، وتجهيز وجبات إفطار الصائمين خلال شهر رمضان المبارك من كل عام، كما يتم حالياً دراسة التوسع ليشمل بعض الأعمال والمهن الحرفية الأخرى: كالحياكة والطبخ والتطريز وغيرها من المهن اليدوية، كما تحرص إدارة الأوقاف على إعداد وتنفيذ عدد من البرامج التدريبية والتأهيلية المتنوعة والمختلفة لهؤلاء العاملات بهدف تطوير مهاراتهن على العمل الحرفي وإكسابهن مهارات الاعتماد على الذات وحب العمل.
وأشار الراجحي إلى أن إدارة الأوقاف حرصت على توفير بيئة مثالية ومستقلة ومناسبة للعاملات، وقد تمثل ذلك في إنشاء مقر مستقل للبرنامج داخل مشروع الباطن الزراعي بمنطقة القصيم التابع لإدارة الأوقاف، وجُهز تجهيزاً كاملاً بكل ما يلزم العاملات ويساعدهن على أداء عملهن، مع توفير حافلات لنقلهن من وإلى منازلهن يومياً، إضافة إلى مراعاة أن تكون أوقات العمل مناسبة للمرأة العاملة، ولا تؤثر على واجباتها الأسرية؛ بحيث لا تتجاوز ساعات العمل خمس ساعات يومياً، ولمدة خمسة أيام أسبوعياً.
وبيّن الراجحي أن لدى الإدارة عدداً من المعايير والشروط التي وضعتها للتوظيف أهمها أن تكون العاملة من الأسر ذات الدخل المحدود، وأن يتم اختيارهن بالتنسيق مع عدد من الجمعيات الخيرية لتحدد هذه الجمعيات مدى احتياجهن الفعلي للعمل.
وأضاف أن الإدارة تعكف على تنويع خطط العمل وآليات تنفيذه بما يتناسب مع هؤلاء العاملات ورغباتهن واحتياجات سوق العمل؛ رغبة في ظهور هذا البرنامج الذي ترعاه إدارة الأوقاف والمنتسبات إليه بأفضل صورة.
وفي ختام تصريحه أشاد الراجحي بالدعم الذي تجده الجمعيات الخيرية في بلادنا المباركة من ولاة الأمر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله الذين لا يألون جهداً في رعاية أفراد المجتمع ودعم مؤسساته الخيرية، كما عبر عن شكره وتقديره لوزارة الشؤون الاجتماعية على الجهود الجليلة التي تبذلها في خدمة العمل الخيري، وتقديم الدعم والمساندة للمؤسسات الداعمة وتيسير السبل أمامها لتقديم رسالتها السامية داعياً العلي القدير أن يديم على بلادنا عزها وأمنها ورخاءها، وأن يجعل ما تقدمه إدارة الأوقاف من أعمال في ميزان حسنات الوالد الموقف الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي -رحمه الله- وجميع العاملين في الإدارة.