عبدالله حمد الحقيل
هذا هو عنوان كتاب للدكتور عبدالرحمن بن محمد الحمودي، طبع سنة 1418هـ، وهو بحث تقدم به لنيل درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي الحديث من قسم الدراسات العليا التاريخية والحضارية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
واحتوى الكتاب على مقدمة، ثم تمهيد وتعريف بالدبلوماسية الإسلامية مع عرض لنشأتها وبزوغ الدعوة الإسلامية وانطلاقها من مكة المكرمة والمدينة المنورة، مع حديث عن سفراء رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى الملوك والأمراء وتوضيح لمميزات تلك الدبلوماسية الإسلامية في العصر الأول حتى الدولة السعودية، واشتمل الكتاب على ستة فصول هي ما يلي:
في الفصل الأول تحدث عن الدبلوماسية السعودية وبناء الوحدة السياسية في الدولة السعودية الأولى والثانية، كـ(ميثاق الدرعية) وبداية التكوين السياسي للدولة، ونشأته من خلال البعوث والرسائل والأسس الإسلامية لأهداف ذلك كله.
أما الفصل الثاني فعن الدبلوماسية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، ويحوي إيضاحات عن تأسيس وزارة الخارجية وتشكيلاتها ثم الأدوار التي مرت بها المملكة في قضاياها العربية والإسلامية، كقضية فلسطين وقضية الخليج، وقضية إعمار لبنان وقضية البوسنة والهرسك وقضية أفغانستان، وقضية الصومال، فكلمة عن مستقبل تلك الدبلوماسية.
ويتضمن الفصل الثالث إيضاحات عن المراسم الملكية: نشأتها، تطوير إدارتها.
والفصل الرابع عن المراسم السعودية ومقارنتها بمراسم بعض الدول العربية، كمراسم استقبال كبار الضيوف وتوديعهم، والحفلات التي تقام لإكرامهم، وحفلات الحج والأعياد، ومراسم تقديم أوراق اعتماد السفراء، ومنح الأوسمة و(الميداليات، فمراسم رفع الأعلام والمناسبات الرسمية.
وفي الفصل الخامس استعراض لعدد من الموثيق العربية والإسلامية والدولية المعروفة، كـ(ميثاق جامعة الدول العربية)، وميثاق (منظمة المؤتمر الإسلامي)، وميثاق (مجلس التعاون لدول الخليج العربية)، وميثاق (رابطة العالم الإسلامي)، ثم ختم ذلك بميثاق (الأمم المتحدة).
والفصل السادس عن الزيارات والمؤتمرات في الدولة السعودية المعاصرة ومراسمها، تحدث فيه عن أبرز ما قام به الملك عبدالعزيز من زيارات خارج المملكة، والزيارات التي قام بها ملوك ورؤساء وأمراء الدول للمملكة في عهده، ومثل ذلك ما حدث في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد وعهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
ثم خاتمة الكتاب وأهم النتائج، فمصادر البحث التي اعتمد عليها وينتهي الكتاب بإضافة جداول عن الأئمة والملوك الذين تعاقبوا على حكم الدولة السعودية، بتوضيح فترة الولاية ومدتها، وجداول أخرى بأسماء الذين تعاقبوا على المناصب الرسمية القيادية في المملكة عام 1349هـ حتى الوقت الحاضر، كمنصب رئيس مجلس الوزراء، ورئاسة الديوان الملكي، والمراسم الملكية، ثم المناصب الوزارية في وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع والطيران، ووزارة الداخلية، ووزارة المالية، ووزارة المعارف، ووزارة البترول، ووزارة الزراعة، ووزارة المواصلات، ووزارة التجارة، ووزارة الصحة، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الإسكان والأشغال العامة، ووزارة الصناعة والكهرباء، ووزارة الإعلام، ووزارة العدل، ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ووزارة البلديات والشؤون القروية، ووزارة التخطيط، ووزارة البرق والبريد والهاتف، ووزارة الحج، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ووزارة الدولة.
وبالجملة، فالكتاب من المصادر المفيدة في هذا المجال، ويجسد صورة مشرقة للدبلوماسية السعودية، وإضافة متميزة للمكتبة السعودية، إذ تطرق فيه لموضوع حيوي جدير بالبحث والدراسة من قبل الباحثين، واشتمل على مادة علمية غزيرة وهو ثمين باهتمام المؤرخين وتتبع المصادر والمراجع وإبراز القيمة العلمية والتاريخية. ولقد تعمق المؤلف في دراسته وعرضه وما احتوى عليه من معلومات تتعلق بموضوعه وتتصل بتاريخ هذا الوطن، فهو سجل حافل - وتحية للمؤلف على هذا السفر القيم الذي يجد القارئ والباحث بين ثناياه ومن خلال فصوله مجالاً متسعاً للقول، فهو بحق أحد المراجع المهمة في هذا الموضوع فله التقدير على اهتمامه بهذا الجانب وإخراج هذا العمل التاريخي المفيد.