مكة المكرمة - سامي علي:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - تنظم رابطة العالم الإسلامي خلال الفترة من الثالث حتى السادس من شهر جمادى الأولى القادم المؤتمر الإسلامي العالمي ( الإسلام ومحاربة الإرهاب ) وذلك بمقر الرابطة بأم الجود في مكة المكرمة .
وأعرب معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – رعاه الله – على رعايته للمؤتمر ودعمه المتواصل للرابطة وبرامجها وحرصه الدائم على خدمة الإسلام والمسلمين موضحا أن المؤتمر يأتي نظرا لما تواجهه الأمة المسلمة اليوم من تحديات كبيرة تستهدف دينها وتشوه حضارتها وتصد عن هدي شرعها القويم مؤكدا أن هذا الأمر ليس بجديد عليها فمازال التاريخ القريب والبعيد يحدثنا عن الكثير من الكيد والافتراء الذي دُس على الإسلام بقصد النيل منه وتقطيع الجسور التي توصل الناس إلى أفيائه، فهذا الجهد الآسن لن يغيب ما بقي الليل والنهار.
وقال معاليه : الجديد في واقعنا أن بين ظهرانينا ومن أبنائنا من يقدم الأنموذج الأسوأ الذي بحث عنه كثيراً الطاعنون في الإسلام حين كانوا يرمون الإسلام بأبشع التهم من غير أن يجدوا دليلاً على دعواهم.
أحداث سفهاء الأحلام تكفلوا للطاعنين بما يريدون وزادوهم ما لم يحلموا به بأفعالهم الرعناء واستطالتهم على دماء الناس وما ارتكبوه من ترويع للآمنين وإرهاب للمسلمين وغيرهم تحت راياتهم الموشحة زوراً بشهادة التوحيد وصيحاتهم بالتكبير والتهليل الذي لا يجاوز تراقيهم مشيرا إلى أن هذا الإفساد العريض يحدث باسم الإسلام وهو منه براء مؤكدا أن الغيورين على الإسلام ومستقبله جادون في التصدي لهذه الحملة الشوهاء التي ارتكبت الموبقات متسترة بلبوس الإسلام وراياته، وقد آن للعلماء والدعاة وأهل الرأي أن تكون لهم صولة ماضية البيان في التحذير من هذا البلاء والبراءة منه ووضع الحلول الناجعة في تخليص شباب الأمة من براثنه بكشف عواره وتزييف دعواه وتقديم التصور الإسلامي الصحيح فيما يعرض هنا وهناك من مقولات وتصرفات لم تعد خافية على متابع.
وأضاف معاليه أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز آل سعود أبعاد هذا الخطر المحدق حيث وجَّه - حفظه الله - بعقد هذا المؤتمر الكبير عن «الإرهاب» برعايته وأوكل إلى رابطة العالم الإسلامي استنفار جهود المخلصين من العلماء والدعاة والمعنيين بالشأن الإسلامي حول العالم للتصدي لخطر هذه الظاهرة ووأدها قبل أن يتطاير شررها في المزيد من بلاد المسلمين.
وأفاد الدكتور التركي أن المؤتمر سيناقش ستة محاور تتعلق بمفهوم الإرهاب من خلال الرؤية الشرعية وتعريف الإرهاب في المنظور الدولي واستخدام الدين مظلة للإرهاب (نماذج من الهندوسية، البوذية، اليهودية، المسيحية، الإسلام) وكذلك الأسباب الدينية للإرهاب من حيث الجهل بمقاصد الشريعة وأحكامها والتعصب المذهبي والتحزب الطائفي والخطأ في ضبط المفاهيم الشرعية (الجهاد، الولاء والبراء، التكفير، التأصيل والتنزيل ...) وعدم تطبيق الشريعة الإسلامية وضعف المؤسسات الدعوية وواقع الخطاب الديني وكذا الأسباب الاجتماعية والاقتصادية
من حيث تحديد المشكلات الاجتماعية (البطالة, الفقر والحرمان, عدم تكافؤ الفرص) وضعف التشريعات والقوانين في التعامل مع المستجدات وبخاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان وضعف الأسرة في التنشئة الاجتماعية السليمة .
ضعف مؤسسات المجتمع المدني والفساد المالي والإداري إلى جانب الأسباب التربوية والثقافية والإعلامية لمناقشة ضعف المناهج التعليمية في تقديم ثقافة متزنة وضعف وسائل الإعلام في التوعية والتثقيف والتطرف العلماني والليبرالي .وضعف ثقافة الحوار وأدبياته وعدم تأصيل ثقافة الاختلاف علاوة على الإرهاب والمصالح الإقليمية والعالمية لطرح موضوعات التحيز غير العادل في قضايا المسلمين وإثارة الطائفية والفتن بين أقطار العالم الإسلامي ومجتمعاته واستغلال الإرهاب لمصالح إقليمية وعالمية وطائفية بالإضافة إلى آثار الإرهاب لمناقشة تشويه صورة الإسلام والمسلمين في مناهج التعليم والإعلام وكثرة الفتن والولوغ في الدماء المعصومة وضعف الاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية وزيادة التوتر عالمياً.
وأبان أن المؤتمر سيشهد أيضا عقد ست ورش عمل تتناول تطبيق الشريعة والحكم الإسلامي الرشيد و الدولة في الرؤية الإسلامية المعاصرة ومفهوم الجهاد في الشريعة الإسلامية (ضوابطه، أحكامه، آدابه) وأفضل الوسائل لعلاج الإرهاب.
(برامج عملية لمكافحته) تجارب مكافحة الإرهاب (جهود المملكة العربية السعودية أنموذجا) ودور الإعلام في مواجهة الإرهاب