الجزيرة - علي بلال / تصوير - حسين الدوسري:
نظم كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أمس ملتقى «اللغة العربية والطفل.. تحديات وتجارب» ، وذلك في مركز المؤتمرات بالجامعة.
وقد بدأ افتتاح الملتقى بآيات من القران الكريم بتلاوة من ميلاني شكار «من الجنسية الفرنسية» الطالبة بمعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها تلاها كلمة مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتور هدى بنت محمد العميل قالت فيها نجتمع اليوم «أمس» في ملتقى «اللغة العربية والطفل» تعبيرا عن اهتمامنا بلغتنا العربية وبأطفالنا.
وأكدت الدكتور العميل أن اللغة العربية هي لغة ديننا والثقافة والتراث وعنوان الهوية وأداة التواصل بين أبناء الأمة العربية، وقالت انطلاقا من الشعور بالمسؤولية من القائمين على كرسي الجزيرة تجاه دعم اللغة العربية وتعزيز وجودها والعمل على مساندتها خاصة أنها تواجه تنافسا حادا مع اللغات الأخرى التي تعد لغات العلم والتقنية المعاصرة جاء تنظيم هذا الملتقى.
وقالت الدكتور العميل إن اهتمامنا بدعم لغتنا العربية يتمثل في جانبين؛ أحدهما في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن نضع من أهدافنا تعزيز اللغة العربية بكل قوة لتكون لغة منتجة للمعرفة كما هو حال اللغات الأخرى فنحن نحرص على الارتقاء بجودة ما ننتجه خاصة في المجالات العلمية أما الجانب الآخر فهو الاهتمام بدعم لغة الأطفال العربية فمن أساسيات الحفاظ على اللغة وتعليمها للأجيال المتعاقبة فيما يضمن أن يتقن الأطفال لغتهم الأم وأن يقبلوا على تعلمها بحب واعتزاز باعتبارها لغتهم الأولى الجديرة بالتقدير والاحترام، مشيرة أن أطفال اليوم هم بذور اليوم التي نتطلع إلى ثمارها في الغد وهم الذين يعول عليهم في أن يحملوا مسؤولية الحفاظ على اللغة مستقبلا لتبقى مزدهرة عزيزة إلى الأبد.
وقالت الدكتور العميل: ما يشرف جامعة الأميرة نورة أن تكون حاضنة لكرسي بحث مؤسسة الجزيرة الصحفية للدراسات اللغوية الحديثة الذي من أهدافه الرئيسية خدمة اللغة العربية وتعزيز مكانتها، وما ملتقانا اليوم «أمس» إلا واحد من النشاطات القيمة هي خدمة اللغة العربية وأن الدور الذي يقوم به هذا الكرسي في خدمة اللغة العربية بالغ الأهمية وذلك من خلال ما يقدمه من دعم للبحوث العلمية والمؤتمرات والندوات وورش العمل التي تخدم اللغة العربية بمختلف مجالاتها.
وقالت الدكتور العميل إن الشكر الجزيل لمؤسسة الجزيرة الصحفية على مبادرتها الوطنية الكريمة أن هذا الملتقى الذي يجمعنا اليوم «أمس» مستضيفا عددا من الباحثين والباحثات المعنيين بشأن اللغة العربية وتطورها إنما يأتي في سياق اهتمام دولتنا الرشيدة بالاعتناء باللغة العربية والحرص على رعاية الأجيال الناشئة منذ مراحل طفولتهم المبكرة سعيا وراء تحقيق مستقبل آمن ومشرق في بلادنا الغالية، نسأل الله عز وجل أن يعيننا على تحقيق ما يأمله ولاة الأمر ونطمح إلى الاهتمام باللغة العربية ورعاية الطفولة وخدمتهم معا، وفي الختام أتقدم بجزيل الشكر وعميق التقدير لسعادة الأستاذ خالد المالك على دعمه المستمر لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، كما أشكر الدكتورة نوال الثنيان أستاذ كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة وجميع القائمين على أعمال الكرسي والأساتذة الباحثين والباحثات وجميع من ساهم في تنظيم هذا الملتقى بارك الله سعيكم وكلل جهودكم.
بعد ذلك ألقى رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك كلمة قال فيها: كل من تابع ويتابع هذا الاهتمام غير المسبوق باللغة العربية من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن لا يملك إلا أن يحيي الجامعة بقيادتها والمسؤولين فيها، ويقدر لها ولهم عالياً هذا الاهتمام، وسيكون هذا التقدير حاضراً كلما تصفّح أي منا ما صدر من كتب تحت مظلة كرسي صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة في هذه الجامعة، وهي كتب بحثية بامتياز، تناولت اللغة العربية من زوايا مختلفة، وتحديداً من الجوانب المغيبة ذات الصلة بالعلاقات والتزاوج بينها وبين وسائل التقنية الحديثة.
فمن كتاب (تحولات العصر الرقمي وآثارها على اللغة العربية) إلى كتاب (الحاسوب والبحث اللغوي)، ومن كتاب (دراسات في علم اللغة النصي) إلى كتاب (دراسات حديثة في اللسانيات والأدب)، وكتاب (التعليم الإلكتروني في خدمة اللغة العربية)، التي صدرت عن الجامعة حتى الآن، يلمس الباحث أهمية هذا التوجه، والقيمة العلمية في هذه الكتب، والجهد المبذول في إعدادها، والمكانة الثقافية التي يتمتع بها من شارك في أبحاثها، وأن جامعة الأميرة نورة، من خلال كرسي صحيفة الجزيرة، قد أحسنت في اختيارها هذا التخصص في موضوع كرسي صحيفة الجزيرة.
وأضاف ولم يقتصر الجهد المبذول من الجامعة على هذه الدراسات وعلى ما صدر من كتب، بل إن ورش عمل وندوات ومحاضرات تم تنظيمها منذ بدء نشاط عمل الكرسي وحتى الآن، وهذه من علامات التميز في كرسي صحيفة الجزيرة في هذه الجامعة مقارنة بكراسي صحيفة الجزيرة في إحدى عشرة جامعة أخرى، وهذا ينم عن الحماس والتصميم والإرادة لدى القيادة والمسؤولات المناط بهن مسؤولية الكرسي في تركيزهن على خدمة اللغة العربية؛ ما أثمر عن هذا النشاط المميز الذي سيمكّن الباحثين والدارسين والمهتمين باللغة العربية من الحصول على هذه الأعمال والاستفادة منها، بوصفها مصادر مهمة لأبحاثهم ودراساتهم.
وقال إن خدمة اللغة العربية واجب وملزم علينا جميعاً؛ وليس لأحد قادر حق الاستثناء من ذلك، فهي لغة القرآن، ومصدر للثراء المعرفي، وبها ومنها نطل كعرب باعتزاز على العالم، وإن لم تخدمها كل المؤسسات المعينة كما تفعل هذه الجامعة فلا خير فيها، لهذا وحين تعطي جامعة الأميرة نورة جُل اهتمامها وعنايتها لهذه الأبحاث والدراسات في هذه التخصصات الدقيقة، وتقوم بتوظيفها لصالح اللغة العربية، فهي كمن يقول إنه لا غنى عن ثورة الاتصالات، وأن علينا إخضاعها والاستفادة منها وتوظيفها لخدمة اللغة العربية.
واليوم، ونحن على موعد مع ملتقى جديد بعنوان (اللغة العربية والطفل: تحديات وتجارب)، تطبيقاً للدراسات الحديثة التي تهتم بالدراسات البينية، إنما نحن أمام فرصة لبحث إمكانية الجمع بين اللغة العربية علماً وأدباً، والتربية منهجاً وطريقة، ضمن المستجدات التي أثرت في هذا الموضوع من تقنيات حديثة ووسائل إعلامية، كما تشير إلى ذلك المقدمة التي أعدها فريق العمل في كرسي صحيفة الجزيرة لإيضاح الأهداف والفئة المستهدفة والمحاور المقترحة لهذا الملتقى.
وقال نحن إذاً في هذا الملتقى - كما في الملتقيات السابقة - أمام ثراء معرفي، يُناقَش فيه أدب الطفل بين الأصالة والمعاصرة، وتعليم اللغة العربية للطفل، دون إغفال أو تهميش للتجارب المتميزة في خدمة لغة الطفل، بما فيها تجارب الأفراد المبتكرة في الارتقاء بلغة الطفل، إلى جانب الجهود المؤسسية في خدمة اللغة العربية للطفل. وهذا يعني -كما حددتها محاور الملتقى- أن يتم توظيف التقنية الحديثة في تعليم اللغة العربية للطفل ضمن تنمية مهارته اللغوية، وصولاً إلى الأخذ باتجاهات حديثة لتكثيف مقررات اللغة العربية في التعليم العام.
وإنَّ اهتمام الملتقى بتقديم نظرة مستقبلية طموحة للنهوض بتعليم اللغة العربية للطفل في رياض الأطفال ومدارس التعليم العام في المرحلة الابتدائية، وما تم رصده من مقترحات في محاور الملتقى، والتي ستكون موضع بحث من قِبل المشاركين والمهتمين بهذا الجانب من أبحاث اللغة العربية، هي فرصة لخلق قوة لصد الهجمة التغريبية التي تحاول الإنقاص والتقليل من أهمية التعامل كتابة ومخاطبة باللغة العربية، خاصة إذا صاحب تعليم الطفل مشروعات لتطوير المناهج وبناء المقررات والوسائل والأدوات وأساليب تعلم اللغة العربية لمواكبة مجتمع المعرفة، كما حددت ذلك محاور هذا الملتقى واختارتها كعناوين مهمة للملتقى المخصص لتعليم اللغة العربية للطفل.
وقال إنني على يقين تام بأن هذا الملتقى سوف يخرج بتوصيات فاعلة ومشجعة للانتقال من المبادرات والمقترحات إلى التطبيق الفعلي لكل ما يتم الاتفاق عليه ويؤدي إلى غرس القيمة الكبيرة والمهنية، التي يحققها الاهتمام باللغة العربية للارتقاء بمستوى الطفل كتأسيس لما ينبغي أن يكون عليه شباب الأمة من عناية واهتمام بهذه اللغة الساحرة، والاستمتاع بها، وتوظيفها لاكتساب المزيد من العلوم والثقافات ضمن هذا التوجه الذي يسعى إليه هذا الملتقى.
وأشار إلى أن كلمته استوحاها متأثراً بأهداف هذا الملتقى التي اطلعت عليها مسبقاً، حيث يدعو ضمن أهدافه إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في المؤسسات التربوية والتعليمية، والدعوة إلى توفير بيئة تعليمية حديثة، والوقوف على التحديات التي تؤثر على لغة الطفل العربي، مع الإسهام في الارتقاء بالمهارات اللغوية للطفل، ما يعني أننا أمام مشروع طموح يُعنى -تحديداً- بالطفل عناية خاصة من حيث ترغيبه باللغة العربية وإكسابه المزيد من المهارات، وتوفير كل ما يحقق له طموحه بالأخذ بالمقترحات التي ستكون مجال بحث ودراسة في الأوراق والأبحاث التي ستقدم للملتقى، إلى جانب الندوات التي ستكون محور ملتقى اللغة العربية والطفل من حيث التحديات والتجارب.
في نهاية هذه الكلمة، قال أيضا لا بد لي أن أشير إلى الأسباب التي حققت لكرسي صحيفة الجزيرة في جامعة الأميرة نورة كل هذا النجاح، وميزته عن غيره من كراسي صحيفة الجزيرة في الجامعات الأخرى، وإذا كان الفضل ينسب لأهله، فإن أهل هذا النجاح وأسبابه هي معالي مديرة الجامعة الدكتورة هدى محمد العميل، بدعمها وتشجيعها ومتابعتها لنشاطات هذا الكرسي، ومن يحق أن ينسب لهن النجاح أيضاً الدكتورة نوال الحلوة أستاذة الكرسي وفريق العمل الذي شارك معها في الدورة الأولى من عقد هذا الكرسي، ثم أستاذة الكرسي في دورته الثانية الدكتورة نوال الثنيان ومعها فريق العمل المشارك، فقد كنّ وراء هذا النجاح، وعلى تواصل دائم معي لنقل ما كان يفرحني من نشاطات وفعاليات وأفكار، وكانت كل واحدة منهن ذات إسهام فاعل وحيوي في وصول مخرجات الكرسي إلى هذا السقف العالي من النجاح، فلهن من مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر ومن صحيفة الجزيرة ومني شخصياً كل التقدير والامتنان، ومعاً سوف يتواصل هذا النجاح -إن شاء الله- تحقيقاً للرسالة التي نؤمن ونلتزم بها جميعاً وهي خدمة اللغة العربية.
وقال بهذه المناسبة وضمن خدمة الطفل أيضا وتمكينه من استيعاب هذه اللغة الساحرة الجميلة وللتذكير فقط فإن صحيفة الجزيرة كانت دائما إلى جانب الطفل دعما وتشجيعا وتحفيزا له على العمل ولعل بعض الحضور والحاضرات يذكرون الجزيرة كانت قد حصلت على جائزة هي الأولى للصحافة وليس للمجلات المتخصصة لما تقوم به من خدمة للطفل وعناية باهتماماته ومهاراته ومواهبه، وكان ذلك في عام 2006م، حيث كانت الجائزة هي جائزة «الصحافة العربية لثقافة الطفل» واليوم نحن نتحدث عن هذا الجانب ونعنى به من خلال هذا الإسهام الكبير الذي تقوم به هذه الجامعة وتحقيقه خاصة وأن مسمى هذا الكرسي يتناغم وينسجم مع هذا التوجه الجميل الذي تقوم به اليوم كما قامت به أمس ودائما.
بعد ذلك ألقت أستاذة كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة الدكتورة نوال بنت سليمان الثنيان كلمة قالت فيها يحتفل كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في سنته الثالثة من مرحلته الثانية بتدشين مشروع اللغة العربية والطفل هذا المشروع الذي بدأنا به هذا العام وتضمن عدد من المجالات المجال الأول هذا الملتقى الذي نحتفي به في يومنا هذا وهو «اللغة العربية والطفل.. تحديات وتجارب» والذي يتضمن ثلاثة محاور يتناولها للبحث والدراسة سبعة متحدثين من نخبة الأساتذة والمثقفين والمثقفات والكاتبات.
وأكدت الدكتورة الثنيان أن هذه المحاور حرصت على أن تدمج عدد من التخصصات تخدم اللغة العربية للطفل انطلاقا من الإيمان بالدراسات البينية فيما بين التخصصات.
وقالت الدكتورة الثنيان حرصنا على أن ندمج اللغة العربية من حيث الناحية اللغوية والطفل ونحرص أيضا على التقنيات ودورها في تعليم اللغة العربية، حرصنا أن نتحدث عن التقنيات في البرمجيات التي تخدم الطفل أيضا المناهج وطرق التدريس ودورها في بناء لغة الطفل، المحور الثاني أهم التجارب المتميزة على النطاق المؤسسي أو الفردي خلدت هذا المجال، المجال الثالث الورش وهذا المشروع تضمن عدد من الورش ستقدم بعد غد لمجتمع داخل مدينة الرياض وخصص بعضها لمدارس جامعة الأميرة نورة مرحلة الطفولة أيضا هناك معرض مصغر لعدد من الجهات الحكومية وغير الحكومية أيضا هناك برامج موجهة للأطفال في مرحلتين رياض الأطفال في المرحلة الابتدائية وأيضا هذان البرنامجان وجها لمدارس الأميرة نورة في هاتين المرحلتين تعقد البرنامجين، البرنامج الأول «أنا أحب القراءة» ويعتمد في هذا البرنامج مسرح للعرائس والدمى يجمع بين الترفيه والتعلم، والبرنامج الثاني سيقدم للمدارس «اقرأ قصتي» تفضلا بعض القاصات والكاتبات بقصص الأطفال سيقدمن بشكل مباشر لأطفالنا في مدارس الجامعات، وهذه البرامج ستقدمها في جانب آخر مهتم بالطفولة والعمل جار على عقد الشراكة مع إحدى الجهات وأيضا هناك تطبيق تقني يحرص على خدمة اللغة العربية والقراءة للطفل وهذا التطبيق بدأنا بالعمل به وستشرف عليه إحدى الجهات المتميزة في قراءة القصة للطفل في المملكة العربية السعودية هذا المشروع لم يكن أن ينفذ دون وجود هذا الدعم السخي من صحيفة الجزيرة التي يمثلها قائد دائم متابع وهو رئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك الذي نشكره شكرا خاصا على تواصله معنا ويقوم بحل العقبات التي تواجهنا على مدى ثلاث سنوات كما يقوم بالاتصال مباشرة على المسؤولين لتسهيل كل ما نريده ويذلل كل الصعوبات وأن أي إصدار يصدر عن الكرسي يتكفل بإشرافه ومتابعته حتى يطبع آلاف النسخ من كل الإصدارات ويحرص على أن تكون هذه الإصدارات في معارض الكتاب والمناسبات الثقافية وشكرنا موصول لمديرة الجامعة الدكتور هدى العميل على حرصها أن يكون ملتقى الكرسي السنوي برعايتها.
بعد ذلك قام وكيل جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتور أسامة الحيزان بتسليم درع للأستاذ خالد المالك بعد ذلك بدأت جلسات الملتقى.