كتب - سلطان الحارثي:
يرحل من يرحل.. ويبقى من يبقى.. سيظل الهلال شامخا كما هو.. بطلا لا يشق له غبار.. وزعيما يعتلي الجميع.. حتى وإن مر بعاصفة أثرت عليه في المواسم الماضية.. إلا أنه سيبقى مرعب الجميع.
هكذا قال أحد مشجعي الهلال.. وله ولمحبي الهلال أقول.. نعم.. سيبقى الهلال شامخا كما هو.. ولكن يجب على محبي الهلال أن يقفوا معه.. معه هو فقط.. فالجميع سيرحل ويبقى اسم الهلال راسخا في أذهان الجميع، فحينما كان الهلال لا يهتم كثيراً بالأسماء.. كان يبدع ويمتع ويحقق المستحيلات.. وقتها كان الجميع يراعي مصلحة الكيان.. ولكن حينما تبدلت الآراء وأصبح لبعض الأسماء حصانة.. تغير واقع الهلال.. وأصبح هشا.. ضعيفا.. لا يستطيع مقاومة المشاكل التي نهشت جسده.. وبسبب الأسماء.. انقسم الهلاليون لقسمين دون مراعاة لاستراتيجية نجح من خلالها الهلال واعتلى بها منصات الذهب.
الهلال الذي كنا نعرفه.. والذي كان علامة بارزة في سماء المجد.. لم يكن يوما مرتهنا لاسم معين.. بحضوره يحضر الهلال وبغيابه يغيب.. حتى مؤسسه لم يرضَ أن يرتبط الكيان به.. وحينما شعر يوما ما بهبوط مستواه سلمه لمن بعده.. هذا هو الهلال الذي عشقه ملايين البشر.. وبقي أكثر من أربعة عقود وهو ملازم لمنصات الذهب.
لكن.. في الفترة الأخيرة أصبح الهلال يرتبط بأسماء معينة.. وأصبح لكل اسم من الأسماء حشود تدافع عنه.. وتطالب بتواجده.. ووصل الأمر عند البعض بالدعاء على الهلال بأن لا يحقق شيء في ظل غياب من يحبون....!
هذا هو الخطر الحقيقي الذي يداهم الهلال.. ويجعله مرتهنا لاسم معين.. وكأن الزمن يعيد نفسه من جديد.. ليحل بالهلال ما حل بالنصر حينما ارتبطوا ارتباطا مباشرا باسم واحد وجعلوا منه رمزا.. ووضعوه في برواز أكبر من النصر ذاته.. ما جعل الأخير يعاني سنوات الحرمان طويلا.. وها هو الزمن يشير بإصبعه للهلاليين ويحذرهم مما أصاب جارهم.
أقول ذلك.. واحذّر من رهن الهلال باسمٍ معين سواء الرئيس الشرفي أو رئيس مجلس الإدارة أو عضو شرف أو لاعب سابق أو لاعب حالي.. فالهلال الذي نعرفه لم يكن كذلك.. ومتى ارتهن لاسم معين فسوف يصيبه ما أصاب جاره.. وسيندم وقتها الهلاليون على فعلتهم!
أما ما يخص الأمير عبد الرحمن بن مساعد فقد بذل ما يستطيع وقدم جهده لجعل الهلال في القمة.. ولإسعاد محبي الهلال.. ولا يمكن لجماهير الزعيم نسيان أول سنوات رئاسته التي حقق من خلالها ما لم يحققه غيره.. ويكفي أنه خلال سنواته التي أمضاها في الهلال حقق سبع بطولات.. وهذا رقم لا يستهان به.. لكن حينما تدهورت أوضاع الهلال.. كان لزاما عليه أن يرحل.. ولزاما على محبي الهلال تقديم الشكر له على ما بذله.. فالجحود ليس بصفة الهلاليين.. ولم نتعود منهم إلا رد الجميل لمن بذل وقدم.
بقي أن نؤكد على أن مدرب الفريق ريجيكامب لا بد أن يرحل مع رحيل من جلبه.. فالمدرب عليه أخطاء لم يستطع تعديلها.. ومن الواضح أن اللاعبين لا يتجاوبون معه بالقدر الكافي بعد أن اتضحت لهم شخصيته الضعيفة.. كما يجب أن يُحاسب اللاعبين الذين جعلوا من الهلال صيدا سهلا لكل الأندية وذلك باستهتارهم وعدم مبالاتهم.