الدوادمي – عبدالله العويس:
عبّر الأديب فرج بن خلف الغنّامي عن أحزانه حين سمع نبأ رحيل فقيد الوطن والشعب والأمّة الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – فقال: أجزم بأن الأسى والحزن وآلامه في وفاة ذلك القائد العظيم لم يذر منزلاً في أرجاء الوطن إلاّ وعصف قلوب أهله صغيراً وكبيراً, ذكراً وأنثى, شاباً وشيباً, كون الملك عبدالله زرع محبّته في قلوب شعبه فلا غرو إذا اشتدّت أحزانهم في فراقه, فالخطب جسيم والمصاب جليل ومن الصعوبة بمكان أن يبرح قلوبهم وذاكرتهم, وأضاف الغنامي أنّ من أفضال الله على هذا الوطن المقدّس أن هيّأ له قادة نبلاء كرماء أخلصوا دينهم لله, وصدقوا ماعاهدوا الله عليه حيال شعبهم ووطنهم وخدمة مقدساته, فلا غرابة من هذه الأسرة الكريمة أن تنجب أولئك الرجال العظماء الذين يقولون الحقّ وبه يعدلون سليل مؤسس أمجاد هذا الكيان الشامخ على منهج كتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم, فما إن يرحل مليك عادل إلا ويكمل مسيرته مليك مماثل, وتلك نعمة عظيمة تستوجب شكر المنعم سبحانه, إذا ماخلا منّا سيّد قام سيّد, فها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – وفقه الله – يستلم مقاليد الحكم, ولله درّه من مليك محنّك توفّرت فيه الكثير من السمات الشخصية المحمودة, حكمة ودهاء, فطنة وذكاء, بحر متلاطم في العلم والثقافة وسعة الاطلاع, ثروة كبيرة من التجارب العملية, معرفة تامّة في كل الأمور, حاضر الذهن سريع البديهة, لمّاح ومتابع ومطّلع تأريخياً وأدبياً, يحترم المواعيد بشكل دقيق, ويجمع مابين الحزم واللين, والقوّة والشجاعة, فهو رجل المبادرات وفارس المواقف, ورمز للوفاء والشهامة, متّعه الله بحياته ومنحه موفور الصحة والعافية, إذ كان لمبادرته العاجلة في إصدار أوامره الكريمة أكبر الأثر في إراحة النفوس وطمأنة القلوب وانشراح الصدور, والتي وصفت بالصائبة الرصينة, حيث اقتضت أوامره الكريمة الحكيمة بأنّ صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء, وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء, وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع ورئيساً للديوان الملكي, ورفع الغنامي البيعة والولاء على السمع والطاعة لمقام خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسموّ وليّ عهده, ولسموّ وليّ وليّ العهد, سائلاً الله لهم العن والتوفيق, مختتماً حديثه بدعاء الله عز وجل أن يحفظ لنا قادتنا وولاة أمرنا ويديم أمننا واستقرارنا الذي هو أساس حياتنا وسعادتنا, وأن يرد عنا كيد الكائدين وعبث العابثين الحاقدين ومكر الماكرين الخائنين إنه على كل شيء قدير.