كتب - سلطان الحارثي:
أمام هذا الاسم سنقف احتراماً وتقديراً لعطاءاته ومقدرته وموهبته التي حباها الله له .. تركي الخضير الصغير سناً الكبير عطاءً، لم تكن تشعر بصغر سنه وهو يدير لقاء نهائي كأس ولي العهد الذي جمع الهلال بالأهلي, فلقد كان مميزاً وقريباً من الأخطاء المرتكبة, وهادئاً وواثقاً من نفسه ومن قدراته, بل وكان جريئاً في احتساب ركلة الجزاء الهلالية مع طرد حارس فريق الأهلي عبد الله المعيوف, وهذا دليل على أنه لم يهتم بما كُتب عنه من كلا الطرفين, وكان في كامل تركيزه.
لقد أمتع الخضير المتابع المحايد الذي كان يهتم بشكل أكبر لأداء حكم اللقاء ويود نجاحه, كما أنه أسقط كل المتعصبين الذين حاولوا أن يؤثروا عليه بأي شكل, ولكن الخضير كان واثقاً من نفسه, فأدى كما يؤدي الحكام الكبار, وأعاد للمجتمع الرياضي وللعقلاء تحديداً الثقة في الحكم السعودي.
وإننا إذ نشكر الخضير, فلابد أن نشكر لجنة الحكام على أمرين هامين, أولهما: إبراز مثل هؤلاء الحكام الذين نفخر بهم, ونعدّهم من مكاسب الرياضة السعودية بل ومن نجومها, وثانيهما: حسن اختيارها لهذا الحكم المميز ليدير لقاء في غاية الأهمية.
بقي أن نقول.. كان تركي الخضير الذي يمثل الحكام المحليين في هذه المباراة المهمة على المحك, ولكنه نجح باقتدار وبثقة الكبار, وكل ما نتمناه هو استمراره على هذا التميز, وإدراكه بأنه لا زال في بداية مشواره, وأمامه الكثير حتى يصل لما وصل له نجوم هذا المجال, والأمل كل الأمل أن لا يتأثر بما يُكتب عنه سواء بشكل إيجابي أم سلبي, فمعظم الكتّاب يكتبون بحبر التعصب والأهواء والميول.