من فضائل الإسلام الأدب والاحترام ومراعاة شعور الآخرين، مهما بلغ مستوى ذلك الشخص، وقبل التحدث عنه اعلم ما هو مستواه المعيشي، لا تعيب على ملبسه أو طريقة تحدثه مهما وصل قمة ذلك المستوى، اعلم من عاب شخص ابتلاه بما كان يعيبه، اتق الله واحمده فقد أنعم عليك بنعمة تفقد عند الآخرين. ويقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((بحسْب امرئٍ من الشرِّ أنْ يحقر أخاه المسلمَ))؛ رواه مسلم، فصحيح قد نتحدث لماذا هكذا يرتدي أو لماذا هكذا يتحدث أو لماذا لا يحترم الآخرين، صحيح الفقر ليس عيبا لكن العيب هو قلة الاحترام والأدب، ومن الأفضل والأجمل انتقاء بعض الكلمات الرقيقة للفقراء الذين تجد الفقر في أعينهم والحاجة في ملبسهم ومن الأفضل شعورياً تقديم بعض الهدايا بطريقة لا تخدش وتكون أكثر عفوية دون احتقار أو تعاطف، عاملهم كما تعامل بقية الناس، تذكّر أن الرزق والغنى ليس بيدهم وليس بيدهم أيضاً تطوير حالتهم الاجتماعية، أعلم أنهم لا يطلبون الناس إلحافا بل التعفف هو إحدى سيماهم هذا بالنسبة إلى الذين يفتقرون المال دون أن يفتقروا الأخلاق والعقل، لكن كيف من يفقد خُلقه ويسخر أو ينكر ماهيات الآخرين مثل عدم التقدير وعدم احترام شعورهم أثناء التحدث أو التصرف، وليس عيبا أن نكون على خطأ ونصحح ذلك الخطأ، فالعيب بعينه هو عدم احترام الكبير والقريب والتقليل من شأنهم، خطأ فادح أن نسخر من طريقة تحدّث عفوي لشخص ما، ربما لا يقصد ذلك ونبدأ بوضع اللوم عليه، وخطأ فادح ألا نحترم رأي أو قرار أحد، ليس لائقا بمجتمع مسلم أن يحمل هواية شكليا غير إسلامية أكثر من أنها فعلية؛ بل المجتمع المسلم دائماً لا بد أن يحترم قرار أو حديث أي شخص دون مقاطعة المتحدث أولاً، وثانياً احترام رأي ذلك المتحدث وأيضاً من اللطافة احترام شخص لا تعرفه مهما كان ذلك الشخص، أبعد نفسك عن تقليل شأنه ولا يجب أن تقل أدبك عليه، فبالعكس الشخص الذي لا يعرفك سوف يأخذ طابعا سيئا عنك حين تفعل ذلك، وقبل كل ذلك إذا رأيت شخصا مثل ذلك لا تعيب ولا تعير عليه فإن الإنسان مبتلى، يقول ابن القيم: «من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله»، لأن كل إنسان يبتلى حتى لو أنكر ذلك بنفسه، فمهما وصل مدى إنكار هذا الشيء أو التصرف يصاب به لاحقاً، فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ». أخرجه الترمذي (حسّنه الألباني)، انتبه أن تستهزئ بأحد لا يعجبك فعله أو شكله، وانتبه أن تنكر طريقة تحدث أو فعل أحد دون أن تحمد الله على نعمة المعافاة؛ فقط كُن صاحب حكمة.