رام الله - رندة احمد - بلال أبو دقة - الجزيرة:
صرح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن القيادة الفلسطينية مضطرة لاتخاذ خطوات صعبة، إذا لم تفرج إسرائيل عن أموال المقاصة الفلسطينية. وتحتجز اسرائيل (أكثر من 200 مليون دولار أمريكي) هي أموال مقاصة السلطة الوطنية الفلسطينية منذ شهرين بسبب توجه القيادة الفلسطينية لمجلس الامن الدولي والالتحاق بمحكمة الجنايات الدولية ..
وأضاف الرئيس الفلسطيني خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير خارجية دوقية لكسمبورغ -جان اسيلبورن- « أن هناك قضية خطيرة، فإسرائيل تحتجز أموالنا وهذا يعني أن الدولة الفلسطينية ستكون في مأزق والأمور ستكون صعبة علينا، ونطلب من العالم أن يضغط على إسرائيل للإفراج عن أموالنا، وإلا فإن هناك خطوات صعبة مضطرون لاتخاذها».
وكان وزير المالية الفلسطيني» شكري بشارة» قد صرح في وقت سابق بأن حجز اسرائيل لأموال المقاصة الفلسطينية يعني عملياً أن السلطة الفلسطينية تفقد 70% من مواردها، وهذا الاجراء لا يتحمله أي اقتصاد في العالم، وهذا الاجراء المجحف سيؤدي الى تبعيات قد تكون غير محسوبة.. فيما حذّرت قيادة جيش الاحتلال الاسرائيلي من استمرار حجز اموال المقاصة الفلسطينية، حيث أكدت أن الأمر سيؤدي إلى «انهيار السلطة الفلسطينية»..
بدوره حذر وزير الخارجية الفلسطيني «رياض المالكي «من خطورة مواصلة الحكومة الإسرائيلية احتجاز أموال الضرائب الخاصة بالسلطة الفلسطينية، حيث لم تتمكن الحكومة الفلسطينية للشهر الثاني على التوالي من دفع رواتب موظفيها، فيما اكتفت بدفع نحو 60% من رواتبهم.. وأشار المالكي خلال لقاءه نظيره بكوريا الجنوبية -بيونج سي- إلى سياسة الحصار والعدوان والتدمير وتعطيل عملية إعادة الإعمار التي تمارسها «إسرائيل» إضافة إلى قرصنة الأموال الفلسطينية الأمر الذي يحول دون قدرة الحكومة الفلسطينية على تسديد التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني، وخطورة هذه الإجراءات على مستقبل مشروع السلام وحل الدولتين؛ مؤكداً ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، والضغط على «إسرائيل» لوقف عدوانها وحصارها واستيطانها وتهويدها للقدس وحصارها وعزلها للمدن والقرى الفلسطينية، وتحويل أموال الفلسطينيين، والسماح بدخول مواد البناء لإعادة الإعمار، مشددًا على ضرورة التزام «إسرائيل» بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
إلى ذلك قال الرئيس الفلسطيني خلال المؤتمر الصحفي مع وزير خارجية لكسمبورغ:» إن هناك مشكلة متأزمة بيننا وبين الإسرائيليين وهي أنهم يبنون المستوطنات على أرض دولة فلسطين وهي مخالفة للقوانين الدولية ، مضيفا أنه إذا استمرت إسرائيل بالبناء الاستيطاني فلن تكون هناك مفاوضات. وأضاف الرئيس الفلسطيني «إننا كفلسطينيين نؤمن أن الطريق الوحيد للسلام هو من خلال المفاوضات، وعندما نطلب الاعتراف من أي دولة بفلسطين أو أن تدعمنا في مجلس الأمن الدولي، فنحن لا نريدها أن تُعادي إسرائيل بل أن تبقي على علاقاتها معها، وأن تدعم الحق الفلسطيني. وتابع الرئيس عباس حديثه : أننا بحاجة إلى مرجعية واضحة لعملية السلام في الشرق الأوسط، وبحاجة إلى حلول جذرية مع مدة زمنية محددة للتفاوض للوصول إلى حل نهائي للصراع ؛ مؤكداً في الوقت ذاته أن فلسطين ضد الإرهاب، ومع الحلول السياسية، وضد تحويل الصراع في الشرق الأوسط إلى صراع ديني.
وشكر الرئيس الفلسطيني « لوكسمبورغ» على مواقفها السياسية الداعمة لفلسطين، أبرزها رفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني ، كما شكرها على الدعم الاقتصادي لفلسطين؛ كما وأثنى الرئيس عباس على قرار الاتحاد الأوروبي باعتبار المستوطنات الاسرائيلية غير شرعية وعدم التعامل مع منتجاتها، قائلا :»هذه خطوة جيدة ونحن كفلسطينيين أيضا نقاطع هذه المنتجات».