كتبت على صفحات جريدة الجزيرة الغراء بتاريخ 16 ربيع الآخر 1431هـ مقالاً بعنوان المستشار محمد بن سلمان: طالباً عرفته بطموح كبير عرضت فيها لمآثر وصفات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حين كان طالباً في مدارس الرياض، وذكرت فيها أن هناك الكثيرين الذين تنبأوا له بالتفوق والنبوغ وبلوغ المناصب العليا، وقد كنت واحداً من أولئك الذين عاصروا فترات الطفولة لسمو الأمير محمد ودارت بيننا آنذاك أحاديث كثيرة ومتنوعة في كافة الموضوعات العلمية والتاريخية والمطروحة على الساحة في تلك الفترة، ثم ما لبث أن انتقل إلى المرحلة الجامعية وندرت لقاءاتنا إلا في المناسبات الاجتماعية، وما لبث أن أنهى دراسته وعُين في هيئة الخبراء، ثم مستشاراً خاصاً لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - حين كان أميراً لمنطقة الرياض. ومرت السنون دون أن تتاح لي فرصة التواصل المباشر مع سمو الأمير محمد لانشغاله في أعباء عمله ومسؤولياته الجسام حتى قدّر الله لي أن اجتمع مع سموه الكريم في قصر سيدي سلمان في حي الشاطئ منذ فترة وحين علمت بقدوم سمو الأمير محمد ووجوده في مجلسه الخاص دخلت عليه فإذا به يهرع إلي بطريقة أدهشت كل من كان في المجلس وأخذني الأمير محمداً من يدي وأجلسني بجواره وعرّف من بالمجلس بي معدداً مواقف وذكريات غاب الكثير منها عني وإن احتفظ بها الأمير كمواقف يعتز بها، ودارت بيننا الأحاديث في أمور شتى ظهرت لي كيف اكتسب الأمير محمد تلك الخبرات الهائلة التي أضفت على شخصيته المميزة الكثير من العلم والمعرفة والحنكة والخبرة، ومما أعجبني كثيراً في هذه الأحاديث مدى تواضعه ونسبه الفضل لأهله ربط أحاديثه بالآخرة والحساب وأن الدنيا دار فناء وأن ليس للإنسان إلا العمل الصالح، وكان من أهم ما همس به الأمير لي هو طموحه في تحسين البيئة التعليمية لمدارس الرياض وأنه يريد أن يرجعها كما كانت دائماً صرحاً علمياً تعليمياً يواصل تخريج الكفاءات من الطلاب والطالبات للمجتمع في شتى المجالات. وقد أبهج مسامعي قوله: أريد لابني ولكل أبناء المجتمع أن يحصلوا على تعليم مميز كما حصلنا عليه من قبل، تعليم يفتح لهم آفاق المستقبل ويؤهلهم قادة للغد.
لقد كانت علامات التفوق والنبوغ تجزم بأن الأمير محمد بن سلمان سيكون له دور بارز في حياة مملكتنا الغالية وقد صدقت التوقعات وتحققت الأمنيات، فهنيئاً للأمير محمد وهنيئاً لسيدي سلمان عضده وزير دفاعه ورئيس ديوانه ومستشاره الخاص.
شريف الأتربي - مدرس البحث ومصادر المعلومات - مدارس الرياض