أستنطقُ العينَ التي لا تنطقُ
إلاّ بثغرِ الدمعِ إذ يتدفقُ
يا أيها الملكُ العظيمُ قلوبُنا
ما بين ألسنةِ الفجيعةِ تُحرقُ
جفّتْ ينابيعُ الكلامِ على فمي
وعلى ضفاف الموتِ صوتي يغرقُ
أستدرجُ الشعرَ الجفولَ لعلّه
يرثي الفقيدَ فيستجيبُ ويُخْفقُ
حرفي ينادي في أصمّ مشاعري
أنْ أقبِلِي فإذا بها تَتَفرّقُ
الشعبُ يكتبُ بالدموع رثاءَه
إنَّ العيونَ من الثغورِ لأصدقُ
أنتَ انحنيتَ له عطاءً فانحنى
وطني وفاءً والمشاعر تعبقُ
عَظُمَ المصابُ فكلُّ قولٍ كالربا
لو أنه بحرٌ تلاطمَ يُمحَقُ
من أين للباكي ستأتي حكمةٌ؟
من أين للمحزون يأتي المنطقّ؟
الجرحُ عبدَ اللهِ عقَّ ضمادَه
جرحٌ يُخاطُ وعشرةٌ تَتَفتّقُ
يا سيّدَ الوطنِ الولودِ عزاؤنا
لو غادرتْ شمسٌ فشمسٌ تُشرقُ
راياتُنا الغراءُ تُعطَى من يدٍ
ليدٍ وفي كلِّ الأياديَ تخفِقُ
- بشير سالم الصاعدي