استهل الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، بداية توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية بقرارات تاريخية ونوعية، فبعد مرور أسبوع من توليه الحكم أصدر حفظه الله، أوامر ملكية شملت جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية والتنموية والإنسانية، عكست رؤية ثاقبة وحكيمة منه أيده الله ورعاه. حيث أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز 37 أمراً ملكياً، كان من أهمها إجراء أكبر تعديل وزاري في تاريخ المملكة.
إن المتابع للأوامر الملكية يلحظ حرص الملك سلمان، على ترسية دعائم ومتانة هذه المملكة القوية بإيمان أبنائها وبعزم رجالها، من حيث إعادة تشكيل مجلس الوزراء وتأسيس مجلس للشؤون السياسية والأمنية، ومجلس آخر للشؤون الاقتصادية والتنموية، إضافة الى قرارات مهمة شملت نواح أخرى، وهو دليل واضح على تطلعات وأفكار الملك سلمان، أطال الله في عمره في وضع ثقته الغالية في كفاءات نوعية من الشباب السعودي.
كما أن القرارات الملكية شملت الاهتمام بالمواطن من خلال صرف مكافأة شهرين لجميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين والطلاب المبتعثين، وهذا ليس بمستغرب على قيادتنا الحكيمة منذ عهد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وهو نهج سار عليه بقية ملوك المملكة في الاهتمام بالمواطن، وهي رسالة أبوية ذات قيمة سامية تعكس حرص الملك سلمان على الاهتمام بجميع شرائح المجتمع السعودي.
كما أن القرارات السامية شملت العفو عن سجناء الحق العام، وإدخال الفرحة لأسرهم ولم الشمل، وهذا بلا شك قرار إنساني حكيم تتجلى فيه الانسانية بأجمل صورها.
إن هذه الأوامر مصدر عزة ورفعة لنا وللإسلام وأهله، ولا نقول إلا هنيئاً لهذا الشعب بسلمان، وهنيئاً لسلمان بدعوات شعبه فالمتتبع للأوامر الملكية يدرك علاقة القيادة السعودية المتينة بالشعب، والتي تملك إرثاً كبيراً والتي تحمل دلالة عميقة تجسد قوة الرابط الوجداني بين الطرفين، حيث ركزت على مصلحة المواطن بالدرجة الأولى.
وبعد..
فنسأل الله أن يحفظ لنا قيادتنا وحكامنا، وأن يجعل هذا البلد آمناً مستقراً، وندعوه أن يعين مليكنا على تحمل هذه الأمانة الكبيرة، وأن يحفظه من كل مكروه، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
قال الله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).
فارس بن ماجد الشعلان - مدير محطات الخطوط السعودية بالشمال