منذ طفولتي واسم (سلمان بن عبد العزيز) يتردد على مسامعي من والدي الشيخ عبد العزيز المسند (رحمه الله)، من خلال العمل في مجالات رسمية وأخرى خيرية مثل جمعية البر بالرياض، ومشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري، وغيرها من لجان وأعمال خيرية.
سلمان بن عبد العزيز - وفقه الله - شخصية سعودية وعربية وإسلامية وعالمية يصعب الحديث عن خصاله في مقال، ولذا فإني أتحدث هنا عن تشرفي شخصياً بلقائه وما شهدته مباشرة.
من المعلوم أنّ سلمان بن عبد العزيز - وفقه الله - معطاء على المستويين العام والخاص، يعمل ويدير ويوجه، وفي نفس الوقت حاضر في المجتمع والناس، ففي عام 1407 هـ حين توفي أخي الأكبر آنذاك عبد الله بن عبد العزيز المسند - رحمه الله - والذي كان طالباً لدرجة الدكتوراه في بريطانيا، كان موقف سلمان بن عبد العزيز الإنسان والمسؤول حانياً حين واسانا ووجّه بسرعة إجراءات نقل الجثمان إلى الرياض، وتابع وحرص حتى تمّت الصلاة و الدفن.
وفي عام 1417هـ تشرفت مع مجموعة باحثين بعرض نتائج بعض الأبحاث أمام نظره الكريم عندما زار مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، فكان دقيقاً في نقاشه واستفساراته مستوعباً لأهداف البحوث، كما كان جاداً ومنظماً في مواعيده، علماً بأنّ الزيارة بدأت في ذلك اليوم الساعة السابعة صباحاً.
كما تشرفت ثانية بلقائه - حفظه الله - عندما كنت أحد المنظمين لندوة تخطيط وإدارة البحوث، والتي عقدت في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بتنظيم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عام 1419هـ.
وفي عام 1421 هـ شرفنا - حفظه الله - بزيارة حانية هادئة في منزل والدي الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن المسند، بعد إجراء عملية تبرع وزراعة كلية للوالد -رحمه الله -.
وفي نفس العام تشرفت مع مجموعة من المسؤولين والمختصين بلقائه - أيده الله - في مكتبه بقصر الحكم للإعداد للملتقى الأول لمؤسسات رعاية الموهوبين في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي عقد في قصر الثقافة بحي السفارات في الرياض، فكان - وفقه الله - حاضر البديهة يهمه الإنجاز وتحقيق الهدف المنشود.
ثم شرفت مرة أخرى بلقائه - حفظه الله - في عام 1422هـ، ضمن وفد من المركز السعودي لزراعة الأعضاء حين التقى بنا - حفظه الله - في مكتبه بقصر الحكم، وهنأ الفريق على مشاركته في بطولة الشرق الأوسط للزارعين والمتبرعين، التي أقيمت في دولة الكويت يومي 23و 24 من شهر ذي الحجة 1421هـ، وقد حظيت حينذاك شخصياً منه - حفظه الله - بإشادة خاصة بصفتي من حقق الميدالية الذهبية للفريق.
وفي عام 1428هـ توفي والدي الشيخ عبد العزيز المسند - رحمه الله - فعزّانا، وواسانا، ووصّانا - حفظه الله -، وكذلك كان وصله بلفتة حانية أخرى في عام 1435هـ، حين واسانا عندما توفي أخي الدكتور عثمان بن عبد العزيز المسند - رحمه الله -، فجزاك الله خيراً أيا سلمان الوفاء، وجعل كل ذلك في ميزان حسناتك.
لقد منّ الله تعالى على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - سلمه الله - بنعم كثيرة، فقد أدهشتني قدراته، ودقته، ومتابعته، ومن يستمع إلى توجيهه - حفظه الله - في أمر معين، يشعر وكأنّ الموضوع الذي بين يديه هو همه الرئيس.
إنني من خلال تشرفي بتلك المواقف واللقاءات من الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي كان جلها بعيداً عن التغطية الإعلامية، اطلعت على جوانب من صفاته العطرة، فلم يخل لقاءٌ معه -حفظه الله - إلا وترى الحزم في العمل والإدارة، في وفاء وتواضع، ومعرفة دقيقة بالتاريخ وبالناس، وفطنة لامعة، فجعلني ذلك أحمل في ذهني سلمان بن عبد العزيز الحزم والفطنة والوفاء، وليس ذلك بمستغرب فهو - حفظه الله - ابن قائد الحزم واللزم والظفرات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -.
أسأل الله العظيم أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، كما أسأله تعالى أن يوفق سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز - حفظهم الله جميعاً.
اللهم بارك في جميع ولاة أمرنا، وأعنهم، ووفقهم، وسدد على دروب الخير خطاهم. اللهم أكرم خادم الحرمين عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - وجميع أموات المسلمين، وارفعهم في عليين وألحقهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، والحمد لله رب العالمين.
- د. عمر بن عبد العزيز المسند