لاحظت فرح ذات الثلاثة أعوام أن بطن والدتها يزداد حجماً يوماً بعد يوم؛ حتى ظنت أنه سيفجر في لحظة ما.. وفي يوم ما دعتها أمها لمشاهدة بعض الملابس الجديدة الصغيرة في حجمها؛ وأخبرتها أن الأسرة سترزق بمولود جديد صغير. يشبهها في جمالها وبراءتها ويكون أخاً لها وصديقاً يلعب معها ويشاركها هواياتها.. لم يبدأ الأمر منطقياً لها, فكيف سيخرج؟ وما شكله؟ ولربما تركها والداها ليعتنيا به ويصبح الاهتمام كله له.
وبعد أيام قلائل عادت الأم من المستشفى وهي تحمل طفلا ًصغيراً كالملاك. احتفى الكل بهذا الضيف الجديد يلاعبونه ويحتضنوه. كانت كل الهدايا له، والملابس والألعاب؛ بل وسينام مع أمها بينما ستكون «فرح» في الغرفة المجاورة. وبينما الجميع مشغول بهذا الصغير؛ اعتزلت الطفلة أسرتها وانطوت على ذاتها؛ حتى افتقدتها والدتها وبحثت عنها في أرجاء المنزل، ووجدتها في غرفتها باكية شجية؛ فقد ظنت ألاّ أحد يحبها بعد الآن. فتحت الأم لها خزانة قريبة وأخرجت الهدايا المخبأة لها؛ ثم احتضنتها مطمئنة إياها بأن مكانتها ستظل في قلبها ولن يغيرها وجود ضيف جديد.
هيفاء العقيل