أعراض المسلمين محفوظة
* قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أنتم شهداء الله في أرضه» اتخذه بعض الناس تكاة للنيل من أعراض الآخرين، والكذب عليهم، والحط من أقدارهم.. فما توجيهكم؟
- مرَّ على النبي - عليه الصلاة والسلام - بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال النبي - عليه الصلاة والسلام -: «وجبت وجبت»، ثم مر بجنازة أخرى فأثنوا عليها شراً فقال - عليه الصلاة والسلام -: «وجبت وجبت»، ثم قيل له: ما وجبت وجبت؟ قال: «الأول أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، والثاني أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار. أنتم شهداء الله في أرضه». هذا إذا كان القصد منه بيان واقع إنسان، ولاسيما من يخشى منه الضرر، فهذا يتكلم فيه بما يستحقه؛ لئلا يتعدى ضرره ومخالفته وبدعته إلى الناس، وإلا فالأصل النهي عن إبداء مساوئ الأموات، ففي الحديث: «اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم». أما من يخشى تعدي شره وبدعته فلا مانع من تبيين حاله؛ ليحذر من طريقه، كما بيَّن العلماء أحوال الرواة جرحاً وتعديلاً، فمثل هذا من باب النصيحة، لكن فليتقِ الله - جل وعلا - من يتصدى لهذا الأمر، فينظر هل هو بحاجة إلى مثل هذا الكلام؟ وهل يسعه السكوت في مثل هذا؟ وإذا أمكن بيان الحكم والمراد بذكر الوصف دون الشخص فعل، فتذم الأوصاف المذمومة في الشرع، وتمدح الأوصاف الممدوحة، ولا يتعرض للأشخاص بأعيانهم، اللهم إلا إذا لم يتم البيان إلا بذكر الشخص الذي يخشى من ضرره المتعدي، فحينئذ يذكر بشخصه وعينه، فالنبي - عليه الصلاة والسلام - قال في رجل: «بئس أخو العشيرة»، ولكن مثل هذا لا يتخذ ذريعة ويتوسع فيه ويسترسل فيه فيقدح في كل أحد لمصلحة ولغير مصلحة، فالأصل في أعراض المسلمين أنها محفوظة كما قال ابن دقيق العيد: «أعراض المسلمين حفرة من حفر النار وقف على شفيرها العلماء والحكام»؛ لأنهم هم الذين يحتاجون في الغالب إلى الكلام في الناس؛ فعليهم أن يحتاطوا لهذه الأعراض، وقيل لأنهم هم أكثر من يتكلم فيهم الناس فهم يقفون على شفير هذه الحفرة يدفعون من يتكلم فيهم في هذه الحفرة. والله المستعان.
يجيب عنها : معالي الشيخ الدكتور - عبد الكريم بن عبد الله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء - عضو اللجنة الدائمة للفتوى