الجبيل - خاص بـ«الجزيرة»:
أفاد مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة الجبيل بالمنطقة الشرقية الشيخ خالد بن محمد العتيبي أن هناك تفاوتاً بين المكاتب التعاونية في مختلف مناطق المملكة من حيث النشاط، والتأثير، والبرامج، والأفكار، والتطوير، مرجعاً هذا التفاوت لتباين مجالس الإدارات فيها وموظفيها ووجود الخبرات والدعم المادي الذي تحصل عليه وطبيعة المنطقة من حيث الكثافة السكانية والتضاريس ووجود الخدمات في المنطقة.
وقال: إنه يوجد تنسيق بين المكاتب التعاونية فيما يخص بعض الأعمال مثل الطباعة والمواد الدعوية، وإقامة البرامج وتبادل الدعاة والزيارات التطويرية وتبادل الأفكار، كما أن بعض المكاتب لديها اجتماع دوري لمناقشة بعض الأمور الدعوية بالمنطقة، لكن الجهد الأكبر والمهمة الرئيسية للتنسيق بين مكاتب الدعوة في المنطقة الواحدة يقع في الحقيقة على فرع وزارة الشؤون الإسلامية في المنطقة، حيث إنه هو المظلة الرئيسية التي تظل هذه المكاتب ويتابع أعمالها وينسق أنشطتها ويذلل الصعوبات التي تواجهها.
وعدد الشيخ خالد العتيبي المشاكل والعقبات التي تواجه المكاتب التعاونية منها: قلة الموارد المالية إذ يجعل الأنشطة محدودة والتوظيف محدود، وسوء الإدارة، فبعض المكاتب لديه المواد المالية والإمكانات ولكن مع سوء الإدارة لا يمكن الاستفادة من هذه المكتسبات على الوجه المطلوب، ونقص الخبرات العلمية والدعوية وخاصة في المجالات الفنية والتقنية تجعل العوائق أمام تقدم المكاتب، وعدم تعاون أنظمة الوزارات الأخرى مثل: وزارة العمل، والجوازات، وغيرها في التعامل مع المكاتب كأنها جهات تجارية أو قطاع خاص وليست تتبع القطاع الحكومي، وكذلك وعدم وجود مقار خاصة للمكاتب جعلها تواجه مشكلة في إيجاد مقار مناسبة للعمل، وقلة العاملين في بعض المكاتب مما يجعل العمل المطلوب كبيراً والإنجاز قليلاً.
وأرجع دخول الجاليات المقيمة للإسلام، بسبب وجود دعاة بلغاتهم تشرح لهم الإسلام وتبين محاسنه وتدلهم على الطريق الصحيح، أما اللغات التي لا يوجد لها دعاة فلا يوجد بها داخلون للإسلام , مشيراً إلى أنه توجد حالات ردة عن الإسلام تم رصدها ويتم التعامل معها بمحاولة إقناعهم بالإسلام مرة أخرى، وأن أسباب ذلك تتمثل في الغالب ببقاء المسلم الجديد في نفس البيئة السابقة له قبل إسلامه يجعله يحن للماضي، وتأثير الأصدقاء في العمل والشركة ومحاولة ثنيه للعودة إلى ما كان عليه، وايضا الضغوط العائلية من الأبوين أو الأزواج والأولاد وتهديدهم بمصادرة الممتلكات والقتل والطرد، وتعنت بعض مديري الشركات وخاصة غير المسلمين منهم واغاظتهم من إسلام الموظف والكيد له ومحاولة تسفيره، وكذلك ضعف التواصل مع المسلم الجديد بعد إسلامه من بعض المكاتب وعدم حل المشاكل التي يواجهها، وسوء التعامل مع المسلم الجديد من قبل المسلمين قد ينفره ويرده عن الإسلام.
وعن التواصل مع المسلمين الجدد بعد مغادرتهم المملكة أوضح مدير تعاوني الجبيل أن قليلاً من المكاتب من يهتم بهذا الأمر، ويمكن متابعتهم عن طريق التنسيق مع المراكز الإسلامية في بلاده فعند مغادرته للمملكة يتم التواصل مع المركز الإسلامي القريب منه وإرسال ملفه إلى هناك، بحيث يتم التواصل معه من قبل تلك المراكز، وأيضاً عن طريق مراسلته بالبريد وخاصة في الأعياد والمناسبات، وذلك لإرسال الهدايا والكتب والبطاقات الدعوية له، مؤكداً على صحة الأرقام التي تعلنها المكاتب عن أعداد المسلمين الجدد، وقال: إن من يشكك في الأرقام المعلنة للمسلمين الجدد هم من ضعاف النفوس أو من قبل العلمانيين الذين يغيظهم انتشار الخير ودخول الناس في دين الله أفواجاً، وإلا فإن جميع حالات الدخول في الإسلام تكون موثقة بتقارير البرامج.
واقترح مدير تعاوني الجبيل لتطوير وتفعيل مكاتب الدعوة والنهوض بها، عمل اجتماع رسمي تتبناه وزارة الشؤون الإسلامية لمناقشة خطط المكاتب وآلية تنفيذها، والاستعانة بالخبراء والمتخصصين في المجال الدعوي لإبداء استشاراتهم الدعوية والإدارية والمالية للمكاتب، وتسهيل روابط الجهات الداعمة بالمكاتب والسعي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدعم المادي للمكاتب، وتسهيل وربط الجهات الداعمة بالمكاتب والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدعم المادي للمكاتب، وتذليل جميع المصاعب التي تواجهها المكاتب سواءً مع الدوائر الحكومية أو القطاعات الخاصة، ومشاركة الوزارة لأبرز أنشطة المكاتب ودعمها إعلامياً في جميع الوسائل المتاحة، وعمل دراسة ميدانية لقياس أثر الدعوة في الواقع مع تحليل أسباب تدنيه في بعض المناطق والسعي لسد النقص الحاصل، وتفعيل مركز أبحاث لدراسة وتطوير العمل الدعوي مع تحليل المستجدات على الساحة الدعوية وإصدار الحلول الإستراتيجية لها.