الجزيرة - نهى سلطان - عواصم - وكالات:
اثار مقتل ثلاثة طلاب مسلمين في الولايات المتحدة عاصفة من الانتقادات ضد المعايير التي يعتمدها الاعلام بل ان البعض ذهب الى اتهام الصحافيين بانهم لا يبالون كثيرا عندما يكون الضحايا مسلمين. ووضع قاتل الطلاب الثلاثة كريج ستيفن هيكس (46عاما) في الحبس بعد اتهامه بارتكاب الجريمة التي وقعت قرب حرم جامعة تشابل هيل ذائعة الصيت في شمال كارولاينا (جنوب شرق).
ولم يتم الكشف عن تفاصيل الجريمة من قبل الاعلام الا ببطء شديد في الساعات التالية للمأساة فيما كان آلاف الاشخاص ينقلون آخر التطورات على شبكات التواصل الاجتماعي. وفيما كانت وسائل الإعلام الاميركية تبدأ في نشر الخبر، كانت آلاف التغريدات انتشرت مع هاشتاغ #حياة المسلمين ذات قيمة# في استلهام للهاشتاغ #حياة السود ذات قيمة# الذي انتشر بعد مقتل سود على يد رجال شرطة في الولايات المتحدة. وفي نفس الوقت كانت التحليلات تتكاثر حول صمت وسائل الاعلام على دوافع القاتل.
وندد الأزهر الشريف أمس بمقتل ثلاثة طلاب مسلمين على وصف الحادث بأنه عمل إرهابي ونابع من (عنصرية بغيضة) في حين قوبلت الحادثة بإدانات عربية مقابل موقف غربي غير مكترث بالحادثة مقارنة بالصخب الذي صاحب الهجوم على صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة والمسيئة للإسلام في باريس الشهر الماضي ما يشير إلى الكيل بمكيالين من قبل الإعلام الغربي. وقال الأزهر في بيان (يعرِب الأزهر الشريف عن استيائه الشديد من الإقدام على هذا العملِ الإرهابي الجبان الذي يدلل على أن الإرهاب لا دين ولا وطن له).
ودان لبنان جريمة قتل المسلمين الثلاثة بدافع الحقد والكراهية للأديان. وقال وزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي في بيان صدر أمس إن هذه الجريمة تجعلنا نتخوف من المدى الذي وصلت إليه مشاعر الكراهية والتطرف التي باتت تترجم على شكل أعمال إجرامية إرهابية هي في توصيفها الفعلي جرائم ضد الإنسانية. وأوضح أشرف ريفي أن هذه الجريمة هي في سياق إرهابي واحد مع الكثير من الجرائم التي سبقتها فبغض النظر عن كونها عملاً إجراميًا فرديًا أو منظمًا فقتل الأبرياء بسبب انتمائهم الديني أو العرقي هو عمل إرهابي ينتمي إلى عصور مضت.
وفي نفس السياق قالت دار الإفتاء المصرية فى بيان لها باللغة الإنجليزية موجهًا لوسائل الإعلام الغربية إن وسائل الإعلام الدولية تتحمل الكثير من المسئولية الأخلاقية فى مكافحة التطرف حيث إن بعض هذه الوسائل تربط خطأً بين الإسلام والأعمال الوحشية للإرهاب مما يتيح المجال لمرضى القلوب والعقليات المريضة ذوى المنطق الملتوي لصب غضبهم على الأبرياء من المسلمين.
وكانت السلطات الأمريكية قد ألقت القبض على القاتل الأمريكي المدعوكريج ستيفن هيكس (46عاما) المقيم في منطقة تشابيل ووجهت له اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى في الحادث الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي بالقرب من جامعة نورث كارولاينا. وذكرت الشرطة أنه وفقا لتحقيق أولي فإن الدافع وراء جريمة القتل هو (نزاع جيرة على وقوف السيارات) إلا أنها أشارت إلى أن هناك احتمالاً أن يكون القاتل ارتكب الجريمة بدافع (الكراهية).واتهمت السلطات الأمريكية هيكس بنشر رسائل مناهضة للدين على موقع فيسبوك بقتل الطلاب. وأمر قاض باحتجاز هيكس بدون كفالة حتى موعد جلسة قضائية تحدد لها الرابع من مارس آذار. ورفض والد الشقيقتين القتيلتين فرضية الشجار بين الجيران موضحاً لصحيفة ذا تشابيل هيل نيوز اند اوبزرفر المحلية ان (هذا الرجل سبق ان تهجم على ابنتي وزوجها عدة مرات وكان يكلمهما ومسدسه على خاصرته. واضاف (كانه اعدام رصاصة في راس كل منهم). وكان المشتبه به يقيم فوق شقة الطلاب، في حي نظيف ومشجر. بالمقابل اكدت زوجته كارين هيكس لسي ان ان ان هذا الحادث لا علاقة له بديانة الضحايا او إيمانهم» متحدثة عن مشادات متكررة بسبب موقف سيارة.
والضحايا هم ضياء شادي بركات(23عاماً) وهو طالب في طب الأسنان بجامعة نورث كارولينا وزوجته يسر محمد(21عاماً) وشقيقة زوجته وتدعى رزان محمد أبو صالحة(19عاماً). وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية أشرف الخصاونة لـ (الجزيرة) إن الشابتين يسر أبو صالحة (21 عاما) وشقيقتها رزان أبو صالحة (19 عاماً) وبعد التأكد من الأحوال المدنية والسفارة الأميركية أردنيتان.