في الوقت الذي يشهد فيه العالم تغيُّرات كبيره، إلا أنّ المملكة العربية السعودية تظل بإذن الله شامخةً وقويةً، كونها تسير وفق منهجية واضحة أساسها كتاب الله الكريم وسُنّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وآلية العمل فيها وفق الرؤى التي غرسها الملك المؤسس الموحِّد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه -، وسار عليها من بعده أبناؤه الملوك الميامين «سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله» - يرحمهم الله -، ولذلك لا نستغرب سلاسة انتقال السلطة التي «أخرست» الحاقدين على هذا البلد المعطاء، كما أنّ التعيينات الأخيرة للوزراء وأمراء المناطق، سيكون لها شأن كبير في مواصلة دفع عجلة التقدم والتطور للأمام، والمحافظة على النهضة والاستقرار بالرغم من التحديات والأحداث المحيطة بالمنطقة والعالم أجمع، إلا أنّ المملكة العربية السعودية ولله الحمد تسير بخطى ثابتة وأسس متينة لم تتأثر بالأحداث.
إنّ القرارات الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين السعودي الملك سلمان بن عبد العزير - أعزّه الله وأيّده بنصره - بعد توليه الحكم بأسبوع، تُعد مفاجأة لمن لا يعرف «سلمان» القائد الإداري الحكيم، فـ«34» أمراً ملكياً نصّ أبرزها، تعيين وزراء جدد وإلغاء أكثر من 12 مجلساً وجهازاً في الدولة، وإنشاء مجلسين، الأول هو مجلس الشؤون السياسية والأمنية برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، والثاني مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، كل ذلك يجعل من هذا التشكيل ضابطاً مهماً للإيقاع السياسي وفق رؤى استراتيجية بعيدة الأهداف والمعالم، ويدل دلالة واضحة على أنّ في القرارات الملكية ضخ دماء قيادات جديدة وشابة من خبرات القطاع الخاص، وأن تشكيل المجلسين سينعكس إيجاباً على الداخل وعلى السياسة الخارجية، وسيعزز من تميُّز المملكة سياسياً واقتصادياً. ولعل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخراً على رأس وفد كبير يضم 30 عضواً من كبار المسؤولين والجمهوريين المخضرمين، وإلغاءه لزيارة كانت مقررة إلى تاج محل في الهند، يؤكد بأنّ الدولة العظمى في العالم تعمل على تأكيد وتعزيز العلاقات السعودية الأمريكية التي تشهد تميزاً وتكاتفاً بين القيادتين من أجل مصالح البلدين، والاتفاق والتباحث على بعض الأمور المحيطة في المنطقة وخاصة العربية منها. إنّ دولة كبرى بحجم أمريكا تعرف حجم المملكة العربية السعودية ودورها في صُنع القرار وثقلها العالمي، وكذلك حجم قائدها الملك سلمان بن عبد العزيز - رعاه الله -، في مجال الإدارة والسياسة، وأنه رجل يملك من الخبرة والحنكة والدهاء السياسي الشيء الكثير، ويُعد شخصية فذة عاصرت ملوك المملكة السابقين - يرحمهم الله -، ومتابع حذق بهدوء وشاهد على مختلف الأحداث طوال السنوات الماضية، كما أنه جاء ليواصل مسيرة الخير والعطاء والنماء والاستقرار في السعودية، ويقود الأمتين العربية والإسلامية لما فيه مصلحة الأمتين، لأنه شخص يحمل نتائج وخبرات تراكمية جعلت منه قائداً «مُحنكاً»، منذ أنّ كان أميراً لمنطقة الرياض ومستشاراً لملوك المملكة العربية السعودية.
أتوقع أن تشهد المملكة العربية السعودية في الفترة المقبلة، تحولاً كبيراً ونقلةً نوعية في مختلف المجالات الخدمية والتنموية والسياسية منها، في ظل القيادة الحكيمة من قِبل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله ويرعاه - لهذه البلاد الطاهرة، وأنّ المواطن السعودي موعود بعهد أكثر رخاءً ورفاهية وتطوراً علمياً وتكنولوجياً واقتصادياً، بفضل من الله تعالى ثم بحكمة القائد الوالد الملك سلمان، ورؤيته الثاقبة كـ»قائد» مُلهِم جَعَل المواطنين نصب عينيه.
ختاماً أدعو الله تعالى للوالد القائد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بأن يتغمّده الله بواسعة رحمته ويسكنه فسيح جناته، فلقد قدم الكثير والكثير من أجل الوطن الغالي خلال العشر السنوات الماضية التي شهدت رُقياً ونهضة وتحولاً كبيراً للوطن والمواطن والأمتين العربية والإسلامية، والتي يعرفها القاصي والداني، ولا ينكرها إلا جاحد. كما أدعو الله تعالى أن يحفظ لنا المملكة العربية السعودية من كل سوء وشر ويجنبها الفتن، ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار والازدهار ورغد العيش، وأن تتواصل مسيرة النماء والعطاء والرخاء والرفاهية بقيادة المليك الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أعزّه الله وأيّده بنصره - وعضديه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء - يحفظه الله -، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - يحفظه الله -.
- الأمير محمد بن متعب بن ثنيان بن محمد آل سعود