شكل رحيل الوالد القائد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ألماً وأسى كبيرين في نفوس محبيه على مستوى المملكة والعالم العربي والإسلامي والدولي، كان الرحيل فاجعة ومصاباً جللاً ولعل ما يخفف ذلك الألم وتلكم الفاجعة هو تلاحم قيادة هذه البلاد والشعب السعودي في ملحمة لا تضاهى حيث المشاعر الجياشة والمودة والألفة وتلكم نعمة وفضل من الله على هذه البلاد.
إن المراقب والمتابع للحراك العربي والإسلامي والدولي بعد رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتفاعل على المستوى الرسمي والشعبي مع الحدث الجلل ليدرك ما معنى أن يكون القائد كبيراً والزعيم عظيماً وإن كان الملك عبدالله قد رحل عن عالمنا فإن مبادراته الشجاعة تاريخ مشرف ومواقف نبيلة وإنجازات فذة تركها الراحل منقوشة في القلوب والذاكرة لا يمكن نسيانها أبداً، وأن الشعب الذي أبكى عبدالله سيبقى يتذكر مسيرته العطرة في العطاء والمحبة والتسامح وطيبة القلب، وحسبنا وعزاؤنا في رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتجلى في تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم وقيادة سفينة الخير والنماء والعطاء والاستقرار ليواصل المسيرة السامية في الرخاء والازدهار والأمن والتنمية على هدى ومنهجية الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه والمتمثلة في الحفاظ على عقيدة الأمة وثوابت الدين الحنيف ثم مصالح الوطن والمواطن وليس ذلكم بغريب فالملك سلمان لم يكن بعيدا عن تحمل أمانة المسؤولية، فهو منذ صغره صاحب الحنكة السياسية والرأي السديد مما تعلمه واكتسبه من أبيه الملك عبدالعزيز رحمه الله واخوانه الذين عاش معهم جنباً إلى جنب يحمل هم الوطن والمواطن ونصرة الدين، سلمان باني نهضة الرياض على مدار عقود خمسة، فهو صاحب الباع الطويل في الحياة الإدارية والاجتماعية والسياسية.
إن الحديث عن شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز تتداخل لديها الاهتمامات والمسؤولياته ما يجعلنا نستشرف مستقبلاً تنموياً مشرقاً في الاقتصاد والأمن والسياسة والتعليم والثقافة زاهراً وسعيداً بعون الله تعالى، كيف لا والملك سلمان ومن خلال ترؤسه للجلسة الأولى لمجلس الوزراء بتشكيلته الجديدة قال: (نحن عازمون على مواصلة العمل الجاد الدؤوب من أجل خدمة الإسلام وتحقيق كل الخير لشعبنا الوفي النبيل وتحقيق كل ما يصبو إليه من تقدم وازدهار ورخاء).
إذا كان قد غادرنا ملك أحببناه وتولى أمانة المسؤولية ملك نحبه فإن الأفئدة تتطلع وتدعو له بالتوفيق والسداد والفلاح وبمواصلة مسيرة الخير والنماء والعز ولعلها فرصة سانحة ونحن نعيش ألم وأسى رحيل فقيد الوطن الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن نتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسمو ولي العهد وللأسرة الحاكمة والشعب السعودي النبيل بخالص العزاء وصادق المواساة في وفاة الملك عبدالله طيب الله ثراه وأن نرفع لمقام الملك سلمان بن عبدالعزيز أسمى آيات التبريك لتسلم مقاليد البلاد سائلين الله التوفيق والسداد له لما فيه خير هذا الوطن المعطاء والرقي والسمو به إلى معالي المجد والعز والرخاء.
- أيمن هشام السيوفي