متابعة - محمد المنيف:
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة يقيم الفنان عبد الله شاهر معرضة السادس جامعاً فيه شتات تجاربه بنخبة من النماذج لتجاربه التشكيلية التي أنجزها خلال مسيرته التشكيلية الطويلة التي بدأها مع بداية انطلاقة الفن التشكيلي السعودي في السبعينيات الميلادية، والتي وثّق الفنان عبد الله شاهر موقعه ومكانته التشكيلية في مسيرة هذا الفن، واعتبر أحد رواد التأسيس، مع ما يتمتع به من إضافة إلى إبداعه التشكيلي في جانب القدرة الأدبية على التأليف والكتابة ظهر منها عام 2010م كتاب اشتمل على وصف لمدينة أبها قبل خمسة عقود من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والزراعية والثقافية والرياضية، إضافة إلى أسماء الأحياء والأسر التي كانت تقطن فيها، وإذا عدنا لإبداعه التشكيلي نجد اهتمامه بجمال عسير البيئي والاجتماعي بأسلوبه التجريدي الذي أصبح علامة وإمضاء دون إمضاء برز من خلال اللون والتكوين وبناء اللوحة التي تحمل خصوصية أسلوبه.
عبد الله شاهر وخدمة الفن التشكيلي المحلي
لا يمكن أن يمر اسم قرية المفتاحة التشكيلية التي أسسها الأمير خالد الفيصل، إلا ويتبادر إلى أذهان كل من حضر فيها معرضا أو شارك في مناسبات جمعت الكثير من التشكيليين من مختلف مناطق المملكة والخليج، والتي قال عنها الفنان عبد الله في إجابة على سؤال للصفحة (قرية المفتاحة.. كنت فيها منذ عام 1425هـ وأنا ابن هذا المكان الذي أنجب أسماء كبيرة في الفن التشكيلي منذ تأسيسه ولم نبخل عليه بشيء وطوال فترة العشر سنوات كنت مسئولاً عنه.. دون مقابل يذكر أو مرتب.. أو مكافأة وعملت مع عدد من الزملاء لتفعيله والمحافظة عليه دون دعم أو تخصيص شيء له وكل ما قمت به يعرفه الكثير.. ويكفي إقامتنا لأكثر من أربعة وثمانين معرضاً ونشاطاً واستضافة لعدد من الدول، واستضافة الملتقى الأول للفنانين العرب من سبع دول وأكبر الأسماء فيها.. وعدد من المناشط مثل عقد عدد من الدورات يشرف عليها عدد من الفنانين والفنانات من المملكة وخارجها والتعاون مع السفارة الأمريكية في عدد من المناشط.. وأشرف عليها فنانون وفنانات من أمريكا.. وكان آخرها عام 1434 هـ والمفتاحة ذلك المكان الثقافي والمميز لم يكن يوماً من الأيام دون تميز أو إشعاع للجميع، منذ افتتحه صاحب فكرته الفنان الأمير خالد الفيصل عام 1410هـ وعدد من الفنانين من جميع مدن المملكة، واستمر ذلك مع وجود الأمير فيصل بن خالد وهو الذي يحرص تماماً على النهوض بالمناشط والفعاليات ومتابعتها المستمرة!.. هناك من أراد أن يكون مثقفاً أو فناناً أو موجهاً أو وصياً ولكن تأبى الثقافة والفن أن يعتليها غير القادرين والممارسين والصادقين غير المستفيدين بمصالح أو هبات، ولذلك لا يدوم سوى الصحيح.. أما الغثاء فيذهب).
قصة المعرض السادس
يأتي المعرض السادس للفنان عبد الله شاهر رداً على الكثير من التساؤلات والتشكيك في أنه توقف أو أنه لم يُعد له علاقة باللوحة واللون والفرشاة ومغازلة محيطه الجميل.
يقول الفنان عبد الله عن المعرض: (يأتي معرضي السادس، بعد محطات عدة كان الأول في كوريا سيئول العاصمة 1986، المعرض الثاني في أبها 1994، والمعرض الثالث في أمريكا واشنطن دي سي 1997م، والرابع في جدة 2000م، والخامس في أستراليا ملبورن 2004م، وهذا هو المعرض السادس 2015م.
هذا المعرض يأتي بعد توقف وتأنٍ لفترة من الزمن كنت من خلالها أبحث كثيراً، ولم يأت التوقف عن البحث والعمل الدائم والتجارب.. ولكن فقط عن المشاركات، مع الإشارة إلى ما مر بي من انشغال في العمل كمدير لمركز الملك فهد للثقافة بأبها والإشراف على مناشط القرية التشكيلية، إلا أنني لم أتوقف عن مزاولة الهم الأكبر وهو الرسم، مستجيباً لوحيه في كل مكان يجبرني على دخول مرسمي).